فهد ديباجي
عندما تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي الحكم حينها استمد شرعيته السياسية من دوره الحاسم في دعم الانتفاضة الشعبية ضد الإخوان والتي بقيت هي الذخيرة الحية حتى تراجع إرهاب الجماعة وحلفائها المتطرفين ، لهذا نجده حاليا يتبنى مشروعات قومية اقتصادية تنهض بمصر أكثر وسينخفض بها صوت الإرهاب ، وليؤكد إنه حمل الأمانة وأدّى دوره على أكمل وجه ،و ليحمل مشاعل النور و ليضيء الطريق حتى تستطيع أُمّته أن تعبر إلى بر الأمان بدون يأس .
مع احتفالات مصر بعيد تحرير سيناء الثامن والثلاثون دائما ما يعبر الشعب المصري عن فرحته وافتخاره بأرض الفيروز والأرض المُقدسة الذي تجلى عليها الله ليُكلم سيدنا موسي تكليمًا ، فقد ارتوت هذه الأرض المُقدسة بدماء المصريين ، و ستبقي سيناء الأرض العزيزة مكتوبة على جبين كل مصري وعربي أصيل إلى الأبد ، و ذكرى 25 ابريل من كل عام هي ذكرى رفع راية العزة والكرامة واسترداد أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي وفقا لمعاهدة كامب ديفيد ،فقد تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 1989 .
لا شك أن تحرير سيناء ذكرى مجيدة نستعيد بها أحداثا مصيرية فى تاريخنا المعاصر وملحمة تعكس قيمة غالية فى وعى الأمة وضميرها، و مؤكدة لنا البطولات التي سيطرت لاستعادة سيناء بالحرب ثم بالتفاوض والتي جسدت ملحمة وطنية رائعة وعلامة فارقة ومصدر فخر لمصر وشعبها ، ولن ينسى الشعب المصري كيف حاول الإخوان في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، المنتمي للإخوان، بتوطين جزء من الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء المصرية في إطار مشروع دولة فلسطينية ذات حدود مؤقتة ،فلسطينية ذات حدود مؤقتة ، إلا أن محمود عباس أجهض وكشف هذا المشروع وذكر أن إنه تلقى عرضا من مرسي أثناء فترة رئاسته بالحصول على قطعة أرض من سيناء ليعيش عليها الفلسطينيون.
لقد ارتكب مرسي أخطاء كثيرة دفعت المصريين إلى تحدّي سلطته، منها الوضع الأمني الذي تدهور بسرعة في سيناء ، وهو الحافز الأساسي وراء الإطاحة به من السلطة شعبيا ، فرفضُه تطبيق إجراءات شديدة الحزم لوقف التدفّق المتزايد للأسلحة والمقاتلين إلى سيناء ، وما أظهره من عدم اكتراث بالثأر لمقتل الجنود المصريين ساهم في دفع الجيش والشعب المصري إلى الانضمام إلى صفوف معارضيه ، بعدما شاهدوا تساهل مرسي دليلا على ولاءاته المتناقضة، بين تعاطفه مع المجموعات الإسلامية المتطرّفة ، وقد أخذ الجيش الأمور على عاتقه من أجل حماية ما اعتبره الأولوية القصوى في الأمن القومي المصري.
سيناء كانت تمثل نقطة ضعف في الخاصرة المصرية، لأنها لم تجد اهتماما تنمويا كبيرا، ويشكو سكانها من الإهمال والتهميش، ما جعلها محل أطماع من قوى مختلفة لتحجيم الإرادة المصرية، سيناء حاليا تحاول تتجاوز حدود منطقة الحرب السابقة مع إسرائيل والحالية مع التنظيمات الإرهابية، لتتقدم نحو مشروع تنمية قومي يحقق جملة من الأهداف السياسية والاقتصادية والسياحية ، لتعيد للأذهان أفكارا افتقدتها مصر ، لاسيما وأنها تمتلك من الكنوز المخفية الكثير بعضها تكونت بفعل الطبيعة وبعضها مازال خافيًا في باطن الجبال والأرض ، لكي تتحول هذه المنطقة المنسية والحيوية إلى مفيدة للوطن وتعيد لها العافية الأمنية ، وحتى لا تكون بعد الآن بؤرة يستخدمها الأعداء وقوى الشر للإرهاب لخطف الوطن وتقويض الأمن وحياة المصريين ، فمن المؤكد لن ينال الإرهابيون وبعض القوى الخبيثة والغادرة من عزيمة المصريين وسيبقى الجيش المصري السند الأول للمصريين وللعرب .