المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

المقر: لندن - المكتب الاقليمي: القاهرة

مقالات

إلى متى يتجاهل العرب عبر وعظات التأريخ؟

بقلم :أحمد عبده ضعافي

يغرق المتابع للشأن العربي في بحر لجي من الحيرة ويتيه في قفارٍ وصحارٍ من الألم والحسرة على تشرذم الشعوب العربية وتفرق دماء انتماءاتها وتمزع ولاءاتها وترامي شراذمها في أحضان الخارج المعادي لكل ماهو عربي، بسخف وحماقة تدميان القلب وتؤرقان الفكر . فكيف لعربي حُرٍ أبيٍ أن ينسلخ من محيطه العربي ويرتع في مستنقعات الانتماء للأعاجم؟.

أم ان العرب وكما يقال بأنهم لا يتعظون ولا يعتبرون بما سلف من تأريخهم وما اكتظت به صفحاته من تدوين وتسطير لأحداث دامية ومآسٍ موجعة وويلات ماحقة عاشتها الشعوب العربية جراء استعانتها قيادات وشعوب باعدائها المتربصين والمتأبطين لهم شرًا وحقدًا على تساقط امبراطورياتهم وتداعي بنيانها على أيدي الرعيل الاول من العرب والمسلمين الذين تربوا على يد محمد صلى الله عليه وسلم وترعرعوا في عهد الخلافة الاسلامية الراشدة ونشروا الفتوحات الاسلامية في كل الجهات الاربع وشيدوا حضاراتها على انقاض امبراطوريات فارس والروم.

فالدولة الاموية المترامية الاطراف سقطت سقوطًا ذريعًا بعدما آلت زمام ومقاليد ومفاصل الدولة الاموية بيد قيادات المماليك الذين استقلوا بالمناطق التابعة للامويين مستغلين وهن اخر خلفاء بني امية.

فيما تداعت اركان الدولة العباسية وتهاوت صروحها بعدما غامر اخر خلفاء بني العباس بالاستعانة الفرس والانتصار بهم على بني جلدتهم فكتب الفرس السطور الاخيرة في نهاية الدولة العباسية.

وها هم رعاع العرب في عصرنا الحديث يترامون في احضان اعداء العرب ويستجدون نصرتهم ضد اخوانهم العرب بتجاهل سافر وماحق للسنن التاريخية، فقد اقدم بشار الاسد بل نذير الشؤم بالاستعانة بالروس والاتراك لقمع شعبه وتسليط جيوشهم الجرارة على رقاب السوريين وتركوه يحارب شعبه ومضوا في تنفيذ مشاريعهم الاستعمارية وبناء قواعدهم ونهب خيرات ومقدرات سورية.

كذلك فعل العراقيون الذين خذلوا صدام وسلموا مقاليد الامور للامريكان ليدمروا العراق ويقتلوا شعبه وينهبوا ثرواته النفطية ومن ثم سلموا العراق وشعبها لملالي ايران وحكامها الكفرة ليواصلوا مسلسل الدمار والخراب في العراق.

فيما ارتكبت حكومة قطر اعظم حماقة في التأريخ الحديث بجعل قطر مسرحًا ومرتعًا خصبًا لتنصب ثلاث دول معادية للعرب والمسلمين (امريكا، ايران وتركيا) قواعدها العسكرية على الاراضي القطرية فيما يتغنون بكل سخف وحمق بالسيادة فأينها السيادة القطرية وقد احتلت قطر دون ان تطلق رصاصة واحدة.

ولم يزل مسلسل الحماقة مستمرًا من اجلاف العرب وأذناب الخارج واخرها استعانة حكومة السراج الغير شرعية في ليبيا بالاستعانة بالاتراك وطلب تدخلهم لقتل الشعب الليبي وسرقة مقدراته وتدمير بناه العسكرية والمدنية.

وما الحوثي عنا ببعيد اذ صيّر اليمن مستنقعًا ووحلاً للمجوس الايرانيين يعيثون فسادًا وقتلاً ودمارًا في اليمن الشقيقة. فإلى متى يتجاهل الاعراب عبر وعظات التأريخ ويسدرون في غي تبعيتهم وعبوديتهم للخارج المعادي للعروبة والاسلام؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى