وأنا في درب الهلاك
•بقلم: د. مريم ابراهيم الحربي
كثير تردد على مسامعنا عبارة وجهه مسود نفسيته مو تمام الله يهديه لو يتوب من الأغاني أفضل له .. ليل و نهار سماعته بأذنه أكيد قلبه مغلف … كل الإطارات التى وضعها المجتمع ووضعوا الفرد داخلها لابد من مراجعتها .. هل فعلا اذا قرأ القران سيبيض وجهه ؟! هل الموسيقى ذنب ؟!
هل هي مرتبطة بالتوفيق !!
وإن سلمنا جدلاً بذلك
خليفة المسلمين هارون الرشيد والذي يغزو سنة و يحج سنة كان جليسه زرياب الذي يلاعب العود بصوته وغنائه العذب ويُطرب لذلك الخليفة هارون الرشيد فلماذا هذا الطرب والغناء لم يحرمه النصر في ميادين المعركة لتأسيس الخلافة الاسلامية ورفع راية التوحيد .
الأغاني في أصلها موسيقى هل كلفنا أنفسنا في البحث لماذا هي مُحرمة ؟! وهل هي عملا محرما أم لأننا نشأنا على حُرمتها فصرنا نُردد أنها حرام دون معرفة أصلها وهل كانت جزء من قيام حضارات أم فقط
( مع الخيل يا شقرا )
”للافهام يعود أصل الموسيقى نظريًا إلى قبل العصر الحجري القديم. تشير دلالات ودراسات علم الإنسان وعلم الآثار إلى أن الظهور الأول للموسيقى (بين البشر) كان حين استُخدمت الأدوات الحجرية لأول مرة من قبل الأسلاف البشرية”
اصواتنا موسيقى ؟! نعم هي موسيقى فالصوت آلة موسيقية (لذلك يعتبر الأقدم) عند أداء الجزء الخاص به من العمل الموسيقي. إن إنتاج الصوت الصوتي أو النطق يتأتى عن طريق إرسال الهواء عبر حبلين صوتيين مهتزين، موجودين في الحنجرة، ثم عن طريق التضخيم والصدى بفضل مختلف الأعضاء التنفسية مثل القفص الصدري أو البلعوم أو تجويف الفم أو تجويف الأنف. فالموسيقي علاج فلنسأل انفسنا
هل بدلت الموسيقى يوما مزاجنا ؟ هل جعلتنا أصوات العصافير نشعر أننا بخير؟
نعم بدلت فنحن لسنا واهمون . للأصوات قدرة سحرية على تبديل المزاج، وفتح طاقة سعادة في روتين الأيام
_ووفقا للجمعية البريطانية للعلاج بالموسيقى، يمكن للموسيقى أن تساعد ذوي الاحتياجات النفسية أو الإدراكية أو التواصلية على معالجة المشكلات التي لا يمكنهم علاجها من خلال الطب التقليدي _
وبحسب دراسة اجراها تيبو تشابين في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لدورية (الحدود في علم الأعصاب)
ذكر فيها أنه :
_ عندما تجلس على أريكتك ويتم عزف إحدى الأغاني المفضلة لديك، تشعر حينها بحالة من المتعة، ويثار لديك الذكريات السعيدة، ويشعر البعض حينها بـ«قشعريرة» أسفل العمود الفقري، وهي حالة يشعر بها حوالي نصف الناس عند الاستماع إلى الموسيقى_
[ واستخدم علماء الأعصاب في فرنسا مخطط كهربية الدماغ لربط القشعريرة بمناطق دماغية متعددة تشارك في تنشيط أنظمة المكافأة والمتعة، ونُشرت النتائج في مجلة (الحدود في علم الأعصاب).
وقام الباحثون في جامعة «بورغون فرانش كومتي» الفرنسية بفحص أدمغة 18 مشاركاً يشعرون بانتظام بقشعريرة عند الاستماع إلى المقطوعات الموسيقية المفضلة لديهم، وطلب منهم في استبيان الإشارة إلى متى شعروا بالقشعريرة وتقييم درجة سعادتهم بها، وكانوا قادرين على الإشارة بدقة إلى لحظات إنتاج القشعريرة أثناء الاستماع للموسيقى ]
أما ما يُتعذر به من الأدلة بحرمته فهي لا تنفى ما أُقرّه
النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام- عند دخوله على عائشة رضى الله عنها وماحدث مع الجاريتين
ما رواه البخاري عن عائشة: “دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وعندي جاريتان تغنيّان بغناء بُعاث، فاضجع على الفراش وحوّل وجهه، فدخل أبو بكر، فانتهرني، وقال: مزمار الشيطان عند رسولِ الله، فاقبل عليه رسول الله وقال: دعهما»، ونحن هنا أمام حادثة أقرّ فيها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حلّ الغناء، وتحويل الوجه كما ذكر أهل العلم إنمّا هو لغضّ البصر. ومنها ما رواه البخاري -أيضًا- عن عائشة أنّها زفّت امرأة إلى رجلٍ من الأنصار، فقال عليه الصلاة والسلام: “يا عائشة، أما كان معكم لهو؟ فإنّ الأنصار يعجبهم اللهو”، بلّ ورشّح لها النبيّ الكلمات كما ذُكر في الرواية. ويروي النسائي عن السائب بن يزيد، أنّ امرأة جاءت إلى رسول الله، فقال لعائشة: «يا عائشة، أتعرفين هذه؟ قلت: لا يا نبي الله، قال: قنية بني فلان، تحبين تغنيك؟ فغنتها”.
وبحكم المنطقّ السويّ في التفكير، ينظر الإسلام -دين الفطرة- الذي جاء يحثّ على الجمال، وينظم غرائز الإنسان ويهذبها، إلى الغناء والمعازف. لم يكن الإسلام يومًا دينًا أسود، مقطّب الجبين، يحرم الإنسان من التلذذ باللهو والجمال _ ايعقل أن صوت نجاة الصغيرة كبيرة ؛ ايعقل أن كلمات ” لاتنتقد خجلي الشديد ” من الكبائر ؟!
بل ايعقل عندما اطربنا طلال مداح رحمه الله ” وأنا في درب الهلاك ” كتبوا عليه الهلاك واصدرنا صك تخليده في النار ؛ عبثوا بعقولنا وحرموا علينا أبسط جماليات الحياة
( إن لم تُغيير مكانك ستموت ببطء ) لديك عقل فلماذا لاتبحث به عن الحقيقة فليس كل حكم من رجال الدّين هو مُسلمة وقرآن مُنزل
فالإنسان الذي أكرمه الله -عزّ وجلّ- بالعقل، ومنّ عليه أن خلقه بفطرةٍ سويّة، ينبغي أنّ يُخضع كلّ ما يسمع لعقله، ولفطرته الإنسانيّة، حتّى يستطيع أنّ يكشف زيوف ما يكرره بعض الدعاة من الأحاديث الضعيفة والموضوعة
فقطعاً أن دين الرحمة لن يُدخل انسانا النار لأنه فقط استمع لصوت محمد عبده بكلمات اغنية ( يابنت النور … ) في حين الاعتناء بقطته وإطعامها ولن يُدخل تلك الفتاة وهي تقود سيارتها لشراء اغراض لوالدتها
وتستمع لفايزة أحمد وهي تغنى ( ست الحبايب ياحبيبة )