اقتحام إسرائيلي لنابلس.. وهدم منزل فلسطيني متهم بقتل إسرائيليَين
المصدر: الخليج.
اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الثلاثاء، المسجد القصى المبارك بحماية مشددة من القوات الإسرائيلية، التي اقتحمت أعداد كبيرة منها مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وهدمت منزل فلسطيني متهم بقتل إسرائيليين اثنين وفق بيان للجيش الإسرائيلي، في وقت كررت واشنطن وصفها هجوم المستوطنين الذي أدى إلى مقتل فلسطيني يبلغ 19 عاماً في بلدة برقة شرقي رام الله بأنه «إرهابي»، رافعة حدة لهجتها حيال عنف اليمين المتطرف الإسرائيلي.
وقال الجيش إن قواته «هدمت الليلة قبل الماضية بمخيم عسكر» في نابلس منزل عبد الفتاح خروشة الذي «قَتَل بالرصاص في 26 شباط/فبراير الأخوين هليل وإيغال يانيف في قرية حوارة».
من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن الجنود دخلوا ليلاً إلى نابلس وخرجوا فجراً بعدما فجروا منزل عبد الفتاح خروشة الواقع في الطابق الثالث من بناية سكنية. وقال شهود عيان إن مواجهات وقعت بين الجنود ومقاتلين فلسطينيين خلال هذا التوغل. وأوضح أحد مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني أن ستة أشخاص أصيبوا بجروح في هذه الصدامات، أحدهم بالرصاص الحي. وبعد هدم منزلها، بدأت عائلة خروشة بالبحث عن مكان للعيش فيه، حسب ما أفادت رمزية مصطفى خروشة زوجة عبد الفتاح. وتتكون العائلة من ستة أفراد هم الأم وابنتان وثلاثة أبناء. ولكن الأبناء اعتقلهم الجيش الإسرائيلي عقب مقتل أبيهم وتتراوح أعمارهم بين 21 و27 عاماً. ويقع المنزل المدمر في الطابق الأخير من بناية تتكون من ثلاث طبقات. وأصيبت الطبقتان الأولى والثانية بأضرار متوسطة نتيجة التفجير. وقالت رمزية خروشة «هذا عمل وحشي وهمجي. دمروا منزلنا بالكامل، ولم يعد يصلح للعيش».
وأضافت رمزية «لا نعرف الآن أين نذهب أنا وابنتاي، وأطالب الجهات المسؤولة توفير مكان لنا للمبيت فيه».
ومن جانبها، ذكرت وزارة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 154 مستوطناً اقتحموا المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحماية القوات الإسرائيلية وأدوا صلواتهم وطقوسهم التلمودية قبل أن يغادروا الحرم القدسي.
من جهة أخرى، كررت الولايات المتحدة وصفها هجوم المستوطنين الذي أدى إلى مقتل فلسطيني يبلغ 19 عاماً في بلدة برقة شرقي رام الله بأنه «إرهابي»، رافعة حدة لهجتها حيال عنف اليمين المتطرف الإسرائيلي. وكان مكتب وزارة الخارجية الأمريكية للشرق الأدنى ندد السبت بهذا «الهجوم الإرهابي الذي شنه مستوطن إسرائيلي متطرف». والاثنين قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر إن هذا الاختيار للكلمات لم يكن خطأ. وأضاف «منطقنا هو أن الأمر يتعلق بهجوم إرهابي، ونحن قلقون بشأنه لذا صنّفناه على أنّه كذلك». ودعا إلى «تحقيق العدالة بالقدر نفسه من الصرامة في كل حالات العنف المتطرف أياً يكن منفّذوها»، مرحّباً بتوقيف إسرائيليين يشتبه بقتلهما الفلسطيني.
في غضون ذلك، شنت القوات الإسرائيلية حملة اقتحامات وتفتيشات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الفلسطينيين. وتركزت الاقتحامات في محافظات رام الله، والخليل، وبيت لحم، ونابلس، وجنين، وتم خلالها مداهمة عشرات المنازل والعبث بمحتوياتها وإخضاع قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات. وفي القدس، طالت الاعتقالات عدداً من الفلسطينيين في أبو ديس، وبلدة سلوان.