الجارديان: الأمم المتحدة أصبحت مؤسسة محاصرة.. وإسرائيل تراها مصدر إزعاج
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أنه من المفترض أن تكون الأمم المتحدة فوق الصراع فهي منتدى ووسيط للحلول السلمية أو على الأقل تقليل الأضرار، ومع ذلك، خلال العام الماضي، تعاملت إسرائيل معها باعتبارها مصدر إزعاج في أفضل الأحوال وخصما في أسوأ الأحوال.
وقالت الصحيفة إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة تقف حرفيا في طريق هجوم إسرائيل فى لبنان وترفض المغادرة كما حثتها، ودخلت القوات الإسرائيلية قاعدة بالقوة وأطلقت النار مرارا وتكرارا على مواقعها، ما أدى إلى إصابة خمسة منهم وقُتل ما يقرب من 230 عامل إغاثة للأونروا في غزة.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان أنه في وقت سابق من هذا الشهر، أعلنت إسرائيل أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش شخص غير مرغوب فيه، وفي مايو الماضي، مزق سفيرها المنتهية ولايته لدى الأمم المتحدة نسخة من ميثاق الكيان الدولي.
وأضافت الصحيفة أن العلاقة بين الطرفين كانت متوترة لفترة طويلة. وتقول إسرائيل إنها تتعرض لما وصفته بـ”تمييز غير عادل” من خلال العدد الكبير من قرارات الجمعية العامة غير الملزمة التي تنتقدها. وكان تحالفها مع الولايات المتحدة يعني أن قرارات مجلس الأمن الأكثر أهمية كانت دائما ما تتعرض لحق النقض من جانب واشنطن.
وأشارت الجارديان إلى أن إسرائيل مارست ضغوطا طويلة ضد الأونروا، معترضة على اعترافها بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وذريتهم، وهي الآن بصدد حظرها بزعم أنها “منظمة إرهابية” على حد وصفها.
ورأت الصحيفة أن الأمم المتحدة أصبحت الآن مؤسسة محاصرة، عالقة على هامش الصراعات الكبرى الأخيرة، وقد وصل مجلس الأمن مرارا وتكرارا إلى طريق مسدود، مع وقوف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا من جانب وروسيا والصين على جانب آخر.
وعبر الزعماء الغربيون عن استيائهم إزاء هذا الضعف والشلل الذي يساهم بدوره في تدهور النظام الدولي القائم على القواعد، ومن ثم يتعين عليهم مواجهة أي محاولة لتقويضه بشكل أكبر وقالت الصحيفة إن مجلس الأمن الدولي أصدر بيانا جماعيا يدعم -عن وجه حق- جوتيريش. ويتعين دعم الأونروا أيضا.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة كانت في العموم غير قادرة على تقديم أي شيء حتى الآن ــ وإسرائيل تعلم على أية حال أنها سوف تحظى بالدعم المالي والعسكري مهما فعلت، كما أشار السفير الفرنسي السابق في واشنطن وممثلها لدى الأمم المتحدة جيرار أرو ومن المرجح أن تندم الولايات المتحدة على السماح بإضعاف الأمم المتحدة أكثر من ذلك.