المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

المقر: لندن - المكتب الاقليمي: القاهرة

أخبار عالمية

لواء جولانى.. عمره من عمر إسرائيل ومسيرة بدائية قدمت لجنوده العشاء الأخير

جرائمه متعاقبة علي تعاقب حكومات الاحتلال منذ نكبة فلسطين، ويلقبه جنرالات تل أبيب بـ “رأس حربة” الجيش الإسرائيلي الذي شهد علي احتلال فلسطين وجنوب لبنان وغيرها حيث لطخت أيادي جنوده دماء فلسطينية وعربية في كل المجازر التي تم ارتكابها ضد المدنيين علي امتداد تاريخ دولة الكيان الصهيوني.. إنه لواء جولاني Golani Brigade ، الذي تعرض لهجوم مساء الأحد علي يد مسيرة وصفتها وسائل الإعلام العبرية بـ”رخيصة الصنع” أطلقها حزب الله ، لتخلف 4 قتلي وما يقرب من 70 مصابا، بعدما قدمت لهم “العشاء الأخير”.

وترسم إسرائيل ودوائر الإعلام العبرية هالة من الأهمية حول لواء جولاني ، حيث ينظر إلى جنود هذا اللواء على أنهم نخبة الجيش، كون بعض وحداته، وخاصة “إيجوز”، يخضع أفرادها لتدريبات قاسية واختبارات صارمة، تتعلق بنصب الكمائن واستراتيجيات الاستطلاع والتمويه، ويتطلب الأمر قدرات بدنية وقتالية عالية.

تأسس لواء جولاني يوم 22 فبراير 1948، بعد استلام ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل، وجاء تأسيسه بعد انقسام لواء ليفانوني، الذي كان يقاتل على الحدود اللبنانية، إلى لواءين: لواء جولاني ولواء كرملي.

وضم  اللواء جنودا من “الهاجانا” وسكان المستوطنات ومجندين من أنحاء إسرائيل، والهاجانا منظمة عسكرية إسرائيلية، تأسست عام 1920، كانت ـ كما تقول إسرائيل ـ تهدف للمحافظة على حياة وسلامة ممتلكات اليهود من هجمات العرب، وشكلت القوة المزودة لإقامة جيش الاحتلال بحيث تولى مسؤولوها قيادة الجيش الإسرائيلي ومناصب سياسية أخرى تعاقبت ابتداء من العام 1948.

وبحسب موقع  المكتبة الافتراضية اليهودية ، فإن لواء جولاني شارك في العديد من العمليات العسكرية الكبيرة، فمثلًا فى 14 مايو 1948، أرسلت 7 دول عربية قوات من جيوشها ومجموعات من المتطوعين إلى فلسطين للدفاع عن أراضيها التاريخية، وحينها تم تكليف لواء “جولاني” بالاشتباك مع القوات العربية كما شارك لواء جولاني أيضاً مع اللواء السابع المدرع ولواء  كرملي  في عملية “ديكل” (شجرة النخيل) خلال يوليو 1948، لاحتلال مدينة الناصرة شمالي فلسطين، وطرد مجموعات جيش الإنقاذ  المؤلف من متطوعين عرب بقيادة الضابط السوري فوزي القاوقجي. كما لعب دوراً أساسياً في عملية “حيرام” لاحتلال كامل منطقة الجليل شمالي فلسطين التاريخية، بما في ذلك عمليات اختراق وإغارات في عمق الأراضي اللبنانية حتى نهر الليطاني.

وبعد انتهاء حرب 1948، زاد حجم لواء “جولاني” من خلال ضم مهاجرين جدد وافدين لإسرائيل إلى تشكيلاته، ونفذ عدة عمليات ضد الجيش السوري عام 1951 بعد سيطرة الأخير على مرتفع تل المطلة، وتكبد اللواء خلال هذه العمليات خسائر فادحة.

وشارك لواء “جولاني” في عملية الليطاني التي استمرت 7 أيام، ولم تحقق نجاحاً كبيراً، وظلت مناطق جنوبي لبنان منطلقاً لعمليات المقاومة الفلسطينية في عمق إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، الأمر الذي دفع إسرائيل إلى إطلاق عملية “سلام الجليل” لغزو لبنان وصولاً إلى العاصمة بيروت في يونيو 1982، التي شارك بها لواء “جولاني”، وخاض معارك مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية ومنظمات لبنانية للسيطرة على منطقة النبطية جنوبي لبنان، ولكن المعركة التي أكسبته شهرة بارزة كانت معركة السيطرة على قلعة الشقيف (قلعة بوفور) جنوب سهل البقاع.

وفي 12 يوليو 2006، بعد تنفيذ حزب الله اللبناني عملية خطف خلالها جنديين إسرائيليين وقتل 3 آخرين، شنت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق، اجتاحت خلالها جنوبي لبنان، ووصلت غاراتها الجوية إلى العاصمة بيروت، وشارك لواء “جولاني” بطبيعة الحال في الحرب التي عُرفت باسم حرب لبنان الثانية.

وفي 27 ديسمبر 2008 أطلقت إسرائيل عملية “الرصاص المصبوب”، شنت خلالها غارات جوية كثيفة على قطاع غزة، تبعتها توغلات برية محدودة، وشاركت وحدات من لواء جولاني في التوغل البري خلال عملية “الرصاص المصبوب”، ولقي 4 من أفراده، منهم ضابط وجنديين، حتفهم بنيران صديقة عندما فتحت دبابة إسرائيلية النار عن طريق الخطأ على مبنى كانوا يتحصنون بداخله في مدينة جباليا، وضابط رابع خلال اشتباك في شمالي قطاع غزة.

وفي أعقاب تصعيد بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية خلال يونيو ويوليو 2014، شاركت فيه حركتا “حماس” و”الجهاد” بإطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة، أطلقت إسرائيل عملية “الجرف الصامد” في 8 يوليو، بدأت كالعادة بقصف جوي مكثف على القطاع، ثم وسعت إسرائيل نطاق العملية بتوغل بري بدأ في 17 يوليو.

وشارك لواء “جولاني” في العملية، لكنه تكبد خسائر فادحة، بينها سقوط 13 من أفراده خلال يوم واحد في اشتباكات وكمائن نصبتها كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، في حي الشجاعية بمدينة غزة.

كما يشارك لواء “جولاني” في الحرب الإسرائيلية الشاملة على قطاع غزة، أو عملية “السيوف الحديدية”، التي بدأت عقب هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر الماضي، دون  معلومات مفصلة عن عمليات اللواء أو غيره من تشكيلات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى