كشف مستشار الأمن القومى الأمريكى السابق جون بولتون، عن أنّ الرئيس السابق دونالد ترامب ألغى الحماية التى توفرها له الخدمة السرية، بعد ساعات من استقالته من منصبه.
وأشار بولتون خلال مقابلة مع مجلة “نيوزويك”، الذى يُزعم أنه يواجه تهديدات بالقتل من قبل جهات تابعة لإيران، إلى أن ترامب حرمه من نطاق الأمن الذى يُمنح عادة لكبار المسؤولين؛ انتقامًا لاستقالته فى عام 2019.
وقال “بولتون”، تحدث فيها عن رئيسه السابق والسياسة الخارجية الأمريكية و”تصويته الاحتجاجي” المخطط له فى انتخابات 2024: “عادة ما يحصل الناس على الحماية لمدة ثلاثة أشهر أو أربعة أشهر أو لفترة ما بعد مغادرتهم مناصبهم كإجراء احترازى.. لكنّ فى حالتى، تم سحب أفراد الحماية بعد ساعات قليلة من استقالتى”.
وفيما وصفه ترامب بأنه إنهاء لمهامه، لكنّ الدبلوماسى أصرّ على أنه استقالة، غادر بولتون منصبه كمستشار للأمن القومى فى سبتمبر 2019، بعد أن قضى 17 شهرًا فقط فى المنصب.
بالإضافة إلى الرؤساء والسيدات الأوائل وكبار الشخصيات الأجنبية، غالبًا ما تضم حماية جهاز الخدمة السرية الأمريكى من غادروا مؤخرًا مناصب حكومية رفيعة المستوى، كما قال بولتون إن هذه كانت الحال بالنسبة لوزير الخارجية مايك بومبيو ووزير الدفاع مارك إسبر، خلال فترة انتقال السلطة من ترامب إلى خليفته بايدن.
وعندما سُئل عن سبب مخالفة الرئيس السابق للممارسة المعتادة، قال بولتون: “لأن ترامب لم يكن سعيدًا جدًا باستقالتى”.
أيضًا، قال بولتون لـ”نيوزويك”، إنه فى وقت لاحق من نفس اليوم، جمّد البيت الأبيض حسابه على “إكس”، لكنّه أضاف أن مكتب التحقيقات الفيدرالى دعاه إلى مقره فى عيد الشكر عام 2021 لمناقشة إعادة تعيين تفاصيل حراسته، وسألوه عمّا إذا كان قد اتصل بالرئيس بايدن لهذا الغرض.
وقال بولتون للفيدراليين: “هل تمزحون معي؟ هل اتصلتم بالبيت الأبيض فى عهد بايدن؟ لماذا لا تتصلون بالبيت الأبيض فى عهد بايدن وترون ما إذا كان ذلك مناسبًا؟” موضحًا أنّ بايدن وافق على إعادة حراسته الشخصية، وإنّ القضية برمتها كانت مدفوعة بالمخاوف المتزايدة بشأن سلامته وسط تهديدات مزعومة من إيران.
ففى أغسطس 2022، كشفت وزارة العدل الأمريكية عن اتهامات ضد مواطن إيرانى بالتورط فى مؤامرة قتل مقابل أجر، وكان بولتون هو الهدف المقصود منها.
وفى الشهر الماضي، عرضت وزارة الخارجية الأمريكية ما يصل إلى 20 مليون دولار مقابل معلومات تؤدى إلى الجناة، الذين يبدو أنهم كانوا مدفوعين بدور بولتون فى اغتيال قائد الحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى عام 2020.
رغم خطاب الرئيس السابق بشأن إيران، وقراره بالانسحاب من الاتفاق النووى الإيرانى، يعتقد بولتون أن ترامب قد يقترح اتفاقا مماثلًا لاتفاق 2015 إذا حصل على فترة ولاية ثانية.
وقال: “بالنسبة لترامب، كل شيء عبارة عن صفقة، لذا لا أعتقد أنه يمكنك استبعاد ذلك”، مضيفًا أنّ هذا “كان على وشك الحدوث” فى عام 2019، عندما حاول الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون تسهيل لقاء بين ترامب ووزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف فى قمة مجموعة السبع.
وقال بولتون إنه -كما هو الحال فى معظم تجاربه مع ترامب- لم يكنْ لديه أى فكرة عمّا سيفعله الرئيس، وأنه لو تم عقد الاجتماع، لكان استقال فى صباح اليوم التالى.
ورغم ذلك، لا يزال ترامب يعتقد أن إيران تريد هاريس فى البيت الأبيض، وأن نهجها تجاه البلاد سيكون متوافقًا إلى حد كبير مع نهج بايدن. بينما تراهن روسيا على فوز ترامب، بحسب بولتون، الذى قال إن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين “يعرف كيف يتعامل مع الرئيس السابق، ويعتبره هدفًا سهلًا”.
