جميع المدارس أصابها الضرر.. صحفى فلسطينى يروى تحول الفصول لمراكز إيواء نازحين
أصبح الطلاب في قطاع غزة محرمون من التعليم للسنة الثانية على التوالي، منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للقطاع، بعدما دمر الاحتلال الغالبية العظمى من المدارس، بينما تحول الباقي لمراكز إيواء.
وكشف الصحفي الفلسطيني باسل ماهر، المقيم في شمال القطاع، معاناة أهل غزة بسبب انقطاع العملية التعليمية، موضحًا أنه لم تبق مدرسة لم يصبها الضرر بشكل مطلق، وإذا لم يكن الضرر بشكل كلي وقصف مباشر للمدرسة ونسف مبنى المدرسة بشكل تام سواء خلال الاجتياحات الأخيرة أو القصف عبر الطائرات، فإنها تضررت بشكل مباشر أثناء قصف مراكز أو بيوت أو أراضي زراعية أو أراضي فارغة بجوار تلك المدارس، كما أن كل مدارس قطاع غزة تعرضت لقصف مباشر أو لأضرار مباشرة خلال قصف بجوارها أو بمناطق قريبة أو تعرضت لإطلاق نار وتجريف أو تدمير أو نسف.
وأضاف الصحفى الفلسطيني، في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع”: “قبل العدوان كانت المدارس تعمل بشكلها الطبيعي بفصول الدراسية، ولكن تحولت المدارس التي لم تنسف أو تدمر بشكل كامل بعد العدوان إلى مراكز لإيواء النازحين في مناطق مختلفة سواء في جنوب أو شمال غزة، وعدد كبير من المدارس أصبحت هي الملاذ الوحيد للناس الذين فقدوات منازلهم خلال العدوان وسكنوا في فصول المدارس والجامعات وكل المدارس في شمال غزة الصالحة للسكن تم السكن فيها لأن عدد كبير جدا حوالي أكثر من نصف سكان شمال قطاع غزة فقدوا منازلهم بشكل نهائي”.
وتابع باسل ماهر: “فقدت منزلي في بداية العدوان في الشهر الثالث من العدوان، والآن أسكن في إحدى المدارس وهي عبارة عن مركز إيواء للنازحين وهي مدرسة تابعة للأونروا، وفقدت المدارس قيمتها التعليمية والفصول الدراسية أصبحت غرف للناس، ومركز للتجمعات المواطنين والعائلات المختلفة الذين فقدوا ممتلكاتهم ومنازلهم”.
وتابع: “المقاعد الدراسية أصبحت تستخدم في أغراض أخرى غير الدراسة لأنها مقاعد خشبية، حيث يضطر الناس لتكسير هذه المقاعد وإشعال النار فيها من أجل الطهي والتدفئة أو تشكيل هذه الأخشاب بأشكال أخرى، كذلك إن الفصل الواحد قد يسكنه ثلاث إلى أربع عائلات، وتضطر العائلات لعمل فواصل بينها من خلال تلك الأخشاب التي كانت في الأساس مقاعد دراسية”.
وأوضح أن أفنية المدارس أصبحت مكان تجمع لعدد كبير من الخيام المختلفة، وحمامات هذه المدارس أصبحت حمامات عمومية لكل النازحين، والمدرسة الواحدة يتواجد فيها ما بين 2500 إلى 3000 نازح، وهناك مدارس تضم أعداد أكبر، في إحدى المدارس ضمت 800 اسرة وكل أسرة تتكون على الأقل من خمسة أفراد، أي حوالي 5000 نازح في المدرسة وهذا أفقد المدرسة للقيمة الدراسية والتعليمية ولهدفها الأساسي وهو الدراسي.