سلطان النيادي يصل للأرض غداً 8.07 صباحاً
أكد لـ «الغارديان»: وجودي على متن «الفضاء الدولية» فرصة لنقل الثقافة العربية
المصدر :البيان
كشف مركز محمد بن راشد للفضاء، عن موعد جديد لانفصال مركبة دراجون، وعلى متنها رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، عن محطة الفضاء الدولية، وعودتها إلى الأرض.
وأوضح المركز أن موعد انفصال المركبة دراجون عن محطة الفضاء الدولية، سيكون اليوم الأحد 3 سبتمبر 2023، الساعة 3:05 مساء بتوقيت الإمارات، وسيكون موعد الهبوط على الأرض غداً الاثنين 4 سبتمبر 2023، الساعة 8:07 صباحاً بتوقيت الإمارات.
وكشف مركز محمد بن راشد للفضاء عن مراحل عودة مركبة دراجون إلى الأرض، المجال المخصص لمحطة الفضاء الدولية، حيث ستبدأ باشتعال محركات الدفع لمغادرة محطة الفضاء الدولية، واشتعال محركات الدفع لتخفيض المدار، ثم انفصال قاعدة المركبة، يليها اشتعال محركات الدفع للخروج من مدار محطة الفضاء الدولية، ثم الدخول إلى الغلاف الجوي للأرض، وفتح مظلات المركبة، بعدها هبوط المركبة دراجون في الماء.
وتم إطلاق أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب يوم 3 مارس 2023، في تمام الساعة 9:34 صباحاً بتوقيت دولة الإمارات العربية المتحدة، على متن المركبة الفضائية دراجون، والتي حملت على متنها سلطان النيادي ورائدي فضاء وكالة ناسا ستيفن بوين ووارين هوبيرغ، ورائد الفضاء الروسي أندري فيديايف.
وكانت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، أعلنت أنه وبسبب سوء الأحوال الجوية في مكان عودة الطاقم في سواحل فلوريدا، فقد تم تأجيل انفصال المركبة الفضائية «دراجون» عن محطة الفضاء الدولية.
وأكد النيادي أن وجوده على متن محطة الفضاء الدولية في مهمته التي استغرقت 6 أشهر، منحه فرصة نقل مظاهر الثقافة العربية إلى الفضاء، والتعريف بها بين أقرانه من رواد الفضاء.
ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن النيادي قوله في تصريحات لها: «سمعت الكثير من زملائي يقولون إنه من الجميل حقاً سماع لغة مختلفة في المحطة».
وأوضحت الصحيفة أن العالم تابع محطة الفضاء الدولية من خلال ما يبثه سلطان النيادي، وسلطت الضوء على حقيقة أن أكثر من نصف هؤلاء الذين اقتحموا حدود الفضاء، والذي يقدر عددهم بالمئات، كانوا أمريكيين، إلى جانب رواد الفضاء الروس، والذين سيطروا على الرحلات الفضائية لعقود، وأشارت إلى أنه حتى الآن، لم يكن بين هؤلاء الرواد سوى ستة عرب.
وقالت الصحيفة إن النيادي دأب بشكل منتظم خلال وجوده على متن المحطة الدولية، على نشر مقاطع فيديو باللغة العربية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول الحياة في المحطة الفضائية، شرح فيها مقتطفات عن حياته اليومية غير العادية في الفضاء، مثل تناول طعام معد خصيصاً لرواد الفضاء، للحفاظ على لياقته البدنية، في ظل انعدام الوزن على متن محطات الفضاء، منوهة بأن الطعام الذي يقدم يخضع لمعالجة كبيرة للتقليل من وزنه، عبر امتصاص الماء من المواد الغذائية، ومن ثم يقوم روّاد الفضاء بإعادة ترطيب الطعام قبل تناوله، باستخدام رشاشات المياه الساخنة والباردة.
وأشارت الصحيفة إلى أن النيادى قدم للمجتمع العالمي محتوىً شيقاً للمنطقة العربية، من خلال التقاط صور لعدد من مدن الشرق الأوسط، وبعض المواقع الشهيرة في المنطقة، كاشفاً أبرز مظاهر الجمال فيها. وذكرت أن النيادي كتب في إحدى تغريداته في بداية رحلته إلى الفضاء: «هنا مدينة بغداد الجميلة والتاريخية، حجر الزاوية في العصر الذهبي للمعرفة».. وفي لقطة للعاصمة اللبنانية، وصف بيروت بأنها «المدينة التي تتنفس الفن والثقافة والجمال»، فيما وصف قناة السويس بأنها «القلب النابض للتجارة العالمية». وأضافت الصحيفة البريطانية أن الصور التي التقطها النيادي بالكاميرا من داخل المحطة الفضائية، لاقت تفاعلاً إيجابياً واسعاً على مواقع الشبكة العنكبوتية.. مشيرة إلى أن رائدي الفضاء السعوديين «ريانة برناوي»، وهي أول امرأة عربية تصعد إلى الفضاء، و«علي القرني»، انضما إلى النيادي في مهمة فضائية مدتها ثمانية أيام، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يوجد فيها ثلاثة رواد عرب في الفضاء معاً في وقت واحد.
عزل
أيضاً قال هزاع المنصوري مسؤول متابعة مهمة البعثة 69 على الأرض إن سلطان النيادي بعد وصوله إلى الأرض سيخضع لبرنامج تأهيل وعزل صحي تصل مدته لثلاثة أسابيع سترافقه فيه الدكتورة حنان السويدي طبيبة رواد الفضاء ومجموعة من الأطباء في مقر وكالة ناسا، إلى جانب مدربين متخصصين سوف يقدمون له جدولاً محدداً يتناسب مع حالته الصحية ويساعده على التأقلم مع بيئة الجاذبية في الأرض، والذي يستغرق أياماً وفي بعض الأحيان يمتد أسابيع.
وأشار المنصوري ضمن مقطع فيديو نشره حساب مركز محمد بن راشد للفضاء في منصة «x»، إلى أنه سيرافق برنامج التأهيل الصحي الذي سيخضع له رواد البعثة فور وصولهم إجراء العديد من التجارب التي تختص بتأقلم البشر مع جاذبية الأرض وسوف يتم مقارنتها بالتجارب التي أجريت على رواد سابقين، وسيتم ضمها لقاعدة بيانات وكالة ناسا لمقارنتها بالتجارب التي سوف تجرى على رواد الفضاء في المستقبل.
وسيغادر النيادي محطة الفضاء الدولية برفقة رائدي فضاء ناسا ستيفن بوين ووارين هوبيرغ، ورائد الفضاء الروسي أندري فيديايف، على متن المركبة الفضائية دراجون 3 سبتمبر، على أن يهبط الفريق، مرتدياً بدلات الضغط الخاصة بهم، بالقرب من ساحل تامبا بولاية فلوريدا في خليج المكسيك في 4 سبتمبر، وقبل بدء التسلسل الخاص بمغادرة المدار، سيتم إجراء فحوص صارمة، وخاصة في ما يتعلق بالظروف الجوية، وجهوزية التعافي في الموقع المحدد للهبوط.
مهمة
وفي سياق متصل، قال عدنان الريس مدير مهمة طموح زايد 2 إن المهمة التي قام بها سلطان النيادي على متن محطة الفضاء الدولية مهمة علمية في مجالات مختلفة كالعلوم الحيوية التي ضمت مجالاً واسعاً شمل تجارب ودراسات على وظائف أعضاء الجسم والأوعية الدموية والقلب واختبارات على العمود الفقري والطباعة ثلاثية الأبعاد لبعض الأعضاء في محطة الفضاء الدولية، إلى جانب إجراء تجارب في علوم المواد كالسوائل وتجارب على تقنيات جديدة أول مرة في محطة الفضاء الدولية، وتجارب متنوعة غطت جوانب العلوم والهندسة والتقنيات.
وأوضح أنه تم إرسال عينات من جامعات في الدولة إلى محطة الفضاء الدولية، وقام سلطان النيادي بعمل تجارب عليها، سوف يستفيد منها العلماء والباحثون في الدولة وخارجها، والطلاب في المؤسسات التعليمية، مشيراً إلى أن التجارب كانت معقدة وتطال العديد من العلوم في المجالات كافة، ولكن رواد فضاء البعثة كانوا مدربين بشكل جيد للتعامل معها وإجرائها بشكل محترف.
وذكر أنهم يستهدفون الاستفادة القصوى من تجارب النيادي ورواد البعثة 69، ونقل هذه الخبرات للكوادر العلمية المواطنة في الجامعات والمؤسسات البحثية كافة، وتعزيز والارتقاء بالجانب العلمي التعليمي الذي يعد من بين أحد أهم مخرجات مهمة النيادي، لافتاً إلى أن لديهم قاعدة معلوماتية عن المهمة، يتم تدقيقها ومعايرة مخرجاتها ونتائجها، ويوفرون عبرها البيانات العلمية كافة للمستفيدين من المجتمع العلمي محلياً وعالمياً.