انفلات استيطاني بالضفة.. وتكثيف البحث عن منفذ عملية حوارة
المصدر:الخليج
اقتحم عشرات المستوطنين، صباح أمس الخميس، المسجد الأقصى، بحماية القوات الإسرائيلية، فيما واصلت مجموعات من هؤلاء الاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق بالضفة الغربية، كما أغلقوا مداخل عدة قرى وبلدات في محافظة الخليل، بالتزامن مع شن الجيش الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة في الضفة، واقتحم عشرات المنازل في عقربا شمالي الضفة بحثاً عن منفذ عملية حوارة، في حين اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، أن صمت المجتمع الدولي على تحريض الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، وتصريحاته العنصرية هي شرعنة للاستيطان والاحتلال.
وذكرت دائرة الأوقاف الإسلامية أن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونظموا جولات استفزازية في باحاته، وتلقوا شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في منطقة باب الرحمة وقبالة قبة الصخرة، قبل أن يغادروا ساحات الحرم من جهة باب السلسلة. وفي المقابل، فرضت شرطة الاحتلال قيوداً على دخول الفلسطينيين الوافدين من القدس والداخل المحتل للأقصى، ودققت في هوياتهم واحتجزت بعضها عند أبوابه الخارجية.
اعتداءات المستوطنين
وقالت مصادر فلسطينية إن عشرات المستوطنين المسلحين، أغلقوا بحماية من الجيش الطريق الرئيسي ومداخل عدد من القرى والبلدات، ومنعوا تنقل المواطنين في عدة مناطق بمحافظة الخليل، ونظموا مسيرات استفزازية على مدخل مخيم الفوار وبلدة دورا ومدخل الخليل الجنوبي «الفحص»، ومفترق بيت عينون شمالاً، رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية، ورددوا هتافات عنصرية معادية للعرب. واعتدت مجموعات أخرى من هؤلاء على رعاة أغنام فلسطينيين في الأغوار الشمالية بحماية القوات الإسرائيلية، وقامت بطردهم من المكان ومنعهم من العودة إليه.
من جهة أخرى، شنت قوات الجيش الإسرائيلي، حملة اعتقالات جديدة ومداهمات واسعة في مختلف محافظات الضفة الغربية. وقالت وسائل إعلام محلية، إن القوات الإسرائيلية اعتقلت 28 فلسطينياً خلال حملة الاعتقالات التي تتكرر فجر كل يوم. وزعم موقع «والا» الإسرائيلي، أن «الجيش الإسرائيلي اعتقل مطلوبين للاشتباه في قيامهم بأنشطة عسكرية في الضفة الغربية».
البحث عن منفذ عملية حوارة
وبينما تركزت الاقتحامات في محافظات نابلس، والخليل، وجنين، وطولكرم، وأريحا، حيث داهمت القوات الإسرائيلية عشرات المنازل وعاثت بها خراباً، وذلك بعد التحقيق مع قاطنيها واحتجازهم لساعات، واصلت هذه القوات، لليوم السادس على التوالي، البحث عن منفذ عملية حوارة التي وقعت يوم السبت الماضي، واقتحمت بهذا الخصوص بلدة عقربا قضاء نابلس بعدد كبير من الآليات العسكرية والجنود المشاة، ترافقهم وحدات قصاصي الأثر والكلاب البوليسية وجرافة عسكرية وطائرات مسيرة. وشنت حملة تمشيط واسعة بالبلدة، وداهمت عشرات المنازل وفتشتها وعاثت فيها فساداً، واستجوبت سكانها ميدانياً. كما واصلت قوات الاحتلال اقتحام القرى والبلدات جنوبي مدينة نابلس، ونصبت الحواجز العسكرية وتفتيش منازل الفلسطينيين، بحثاً عن طرف خيط يوصلها لمنفذ عملية حوارة.
تصريحات «بن غفير»
في غضون ذلك، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان، أمس الخميس، التصريحات والمواقف العنصرية التي يطلقها «بن غفير»، والتي تحرض باستمرار على تكريس الاحتلال، وتعميق الاستيطان، وفرض المزيد من أشكال الظلم والاضطهاد والعقوبات الجماعية على المواطنين الفلسطينيين، وكان آخرها تفاخره وتأكيداته بأن حرية التنقل للمستوطنين في الضفة الغربية، أهم من حرية تنقل الفلسطينيين. ورأت أن أقوال المتطرف بن غفير، تلخص الوضع القائم والحياة اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس، وكذلك الحصار الظالم على شعبنا في قطاع غزة. وشددت الوزارة على أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو، هي المسؤولة عن حملات التحريض والكراهية العنصرية التي يديرها ويطلقها وزراء متطرفون فيها مثل بن غفير وسموتريتش وأتباعهما في الكنيست، ومنظمات الإرهاب الاستيطاني