عُقد لقاء وزاري تشاوري بمقر البطريركية المارونية الصيفي في الديمان، أمس الثلاثاء، بدعوة من رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، وحضور 15 وزيراً، وبمشاركة البطريرك بشارة الراعي، وعدد من المطارنة، في سابقة هي الأولى من نوعها، حيث دعا المشاركون إلى وجوب انتخاب رئيس للجمهورية يقود عملية الإنقاذ، فيما نظم الجيش اللبناني جولة ميدانية على طول الخط الأزرق لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، في وقت هدد وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت خلال جولة على الحدود الشمالية بإعادة لبنان إلى العصر الحجري.
وأصدر المشاركون في اللقاء الوزاري التشاوري، بياناً أكدوا فيه وجوب الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، يقود عملية الإنقاذ والتعافي، إذ لا مجال لانتظام أي عمل بغياب رأس الدولة. ودعا البيان القوى السياسية كافة إلى التشبث باتفاق الطائف وبميثاق العيش المشترك، والتخلي عن كلِّ ما قد يؤدي إلى المساس بالصيغة اللبنانية الفريدة. كما دعا جميع السلطات والمؤسسات التربوية والإعلامية الخاصة والرسمية وقوى المجتمع المدني الحية، والشعب اللبناني بانتماءاتِه كافة، إلى التشبث بالهوية الوطنية وآدابها العامة وأخلاقياتها المتوارَثة جيلاً بعد جيل، وقيمها الإيمانية لا سيما قيمة الأسرة وحمايتها، وإلى مواجهة الأفكار التي تخالف نظام الخالق والمبادئ التي يُجمع عليها اللبنانيون. كما دعا البيان اللبنانيين إلى حوار حياة دائم بينهم، بحيث يسعى كل مواطن لبناني إلى طمأنة أخيه وشريكه في الوطن، على فكره وحضوره وحقوقه وفاعلية انتمائه الوطني. كذلك دعا إلى التعاون الصادق بين كل المكونات اللبنانية لبلورة موقف موحّد من أزمة النزوح السوري في لبنان، والتعاون مع الدولة السورية والمجتمع الدولي لحل هذه المسألة، بما يحفظ وحدة لبنان وهويته.
من جهة أخرى، نظمت قيادة الجيش اللبناني جولة ميدانية على طول الخط الأزرق لممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدوليّ المعتمَدين في لبنان، وقد تخلل الجولة عرض عن الخط المذكور وتفاصيل نقاط الخلاف المتعلقة به. وأشرف على الجولة منسق الحكومة لدى قوات الطوارئ الدولية العميد منير شحادة الذي أوضح أن الجولة تأتي قبل أيام من التجديد لبعثة «اليونفيل» في الأمم المتحدة، وتهدف إلى إطلاعهم على الحدود اللبنانية الجنوبية، مشيراً إلى أن «الإسرائيليين لا يحترمون القوانين وهم اليوم خرقوا المياه الإقليمية أمام مرأى البعثات الدولية». وكانت الزوارق الإسرائيلية قد انتهكت السيادة اللبنانية في عرض البحر قبالة الناقورة على مرأى السفراء، ما جعل قوات الجيش اللبناني تستنفر في وجهها. وبالتزامن مع الجولة الدبلوماسية التي نفذها الجيش اللبناني، أجرى وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت، جولة على الحدود مع لبنان، محذراً من أن «إسرائيل ستعيد لبنان إلى العصر الحجري». وحذر غالانت «حزب الله» والحكومة اللبنانية من أن «إسرائيل ستكون مستعدة لمهاجمة كل متر من أصول الحزب وإعادة لبنان إلى العصر الحجري إذا هاجموا إسرائيل».
