احتدام المعارك في الخرطوم.. وحركة نزوح واسعة من أم درمان
المصدر: الخليج.
شهدت مدن العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الثلاثاء، معارك على نطاق واسع بين الجيش وقوات الدعم السريع، أدت إلى نزوح مواطنين من منازلهم، وقتل ما لا يقل عن 13 شخصاً، خلال تجدّد الاشتباكات العنيفة بين الطرفين لليوم الثاني على التوالي في أحياء أم درمان القديمة، فيما أعلنت حركة مسلحة تطلق على نفسها قوات «درع السودان» انضمامها بكامل عناصرها وعتادها إلى قوات الدعم السريع، في حين أعلن وزراء خارجية دول جوار السودان وضع خطة عمل تُحال إلى قادة تلك الدول، تتضمن ثلاثة أجزاء هي تحقيق وقف إطلاق نار نهائي، وتنظيم حوار شامل بين الأطراف السودانية، وإدارة القضايا الإنسانية.
وأبلغ شهود عيان بأن أحياء مايو، والأزهري، والسلمة، وجبرة، والصحافة جنوب الخرطوم شهدت اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، ما أدى إلى سقوط قذائف على منازل المواطنين.
كما شهدت مدينة بحري شمال الخرطوم اشتباكات عنيفة خاصة في أحياء كافوري، والكدرو، والحلفايا، وشمبات، ما أدى إلى تضرّر منازل مدنيين إثر قصف عشوائي.
وأفاد الشهود بأن أحياء في أم درمان القديمة شهدت أمس الثلاثاء اشتباكات شديدة أجبرت مجموعات من السكان على النزوح إلى أماكن آمنة.
وتتواصل الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة والثقيلة منذ مساء أمس الأول الاثنين وحتى صباح أمس في أحياء بيت المال، وود نوباوي، وحي العمدة، والدباغة، وود أرو، وأبو روف، والكبجاب، والصهريج بأم درمان.
وتصاعدت المعارك في السوق الشعبي الذي يمد أجزاء كبيرة من أم درمان بالخضراوات والسلع الاستهلاكية.
وقالت مصادر إن مستشفى النو بأم درمان استقبل عشرات الجرحى، إضافة إلى 13 حالة تأكدت وفاتهم، بينهم عسكريون ومدنيون.
وقالت قوات الدعم السريع إنها حققت نصراً جديداً، بحسب تعبيرها، على الجيش السوداني في عدد من المحاور في أم درمان.
وأعلنت في بيان لها عن مقتل 174 من أفراد الجيش، وإصابة أكثر من 300، تم نقلهم إلى مستشفى النو بأم درمان.
بينما لفتت إلى أن عدد الأسرى بلغ 83 أسيراً، معظمهم من كتائب الدفاع الشعبي والمجاهدين.
فك الحصار على زالنجي
وقالت مصادر عسكرية إن الجيش تمكّن من فك الحصار الذي فرضته قوات الدعم على قيادته بمدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور، وبسط سيطرته على الجزء الغربي من المدينة وكل محيط قيادة الفرقة 21 مشاة.
وقالت المصادر إن القوات المسلحة قادت معارك عنيفة مع قوات الدعم في محيط قيادة الفرقة 21 مشاة يومي الأحد والاثنين تمكّنت خلالها من طرد قوات الدعم السريع المتمركزة في محيط القيادة.
«درع السودان» تنضم إلى «الدعم»
ورحّبت قوات الدعم السريع بانضمام قوات درع السودان إلى صفوفها مؤكدة أن تلك الخطوة ستشكل إضافة عسكرية نوعية مهمة في التوقيت الحالي.
وأعلنت قوات درع السودان بقيادة اللواء أبو عاقلة محمد أحمد كيكل انضمامها بكامل عناصرها وعتادها إلى قوات الدعم السريع.
وقال كيكل بحسب مقطع فيديو بثته قوات الدعم على منصة إكس إن قواته انضمت إلى صفوف الدعم السريع لمحاربة من سمّاهم الفلول، والانتصار لقضايا البلد والمهمشين فيه، وفق قوله.
تتمثل أهمية هذا الإعلان في أن قوات درع السودان تسيطر فعلياً على منطقة سهل البطانة وسط البلاد، وهي منطقة معروفة بموقعها الاستراتيجي الممتاز والحدودي مع إثيوبيا.
إلا أن قرارها كان مفاجئاً، خصوصاً أنها دوماً ما كانت ترفض الحرب بين الطرفين منذ بدايتها، ودعت إلى الحوار داعمة مباحثات جدة.
كما استنكرت الاشتباكات المندلعة، واتهمت جماعة الإخوان بتأجيجها.
جدير بالذكر أن قوات درع السودان تتألف مما يقارب 75 ألف مقاتل.
اجتماع في نيويورك
إلى ذلك، أعلن وزراء خارجية دول جوار السودان وضع خطة عمل تحال إلى قادة تلك الدول تتضمن ثلاثة أجزاء هي تحقيق وقف إطلاق نار نهائي، وتنظيم حوار شامل بين الأطراف السودانية، وإدارة القضايا الإنسانية.
ووفق البيان الختامي للاجتماع، الذي عُقد أمس الأول في العاصمة التشادية إنجمينا، بمشاركة وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي استضافت بلاده في 13 يوليو/ تموز الماضي قمة دول جوار السودان، شارك في الاجتماع وزراء وممثلون لدول مصر، وإفريقيا الوسطى، وتشاد، وجنوب السودان، وليبيا، وإثيوبيا، بجانب ممثلين عن الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.
وشهد الاجتماع استعراض الوضع الراهن في السودان وانعكاساته على دول الجوار، مؤكداً ضرورة إنشاء مستودعات إنسانية في دول الجوار لضمان سرعة نقل إمدادات الإغاثة والرعاية الطبية.
وشدد وزراء خارجية دول الجوار على أهمية الاتصالات المباشرة والمستمرة مع أطراف النزاع من أجل تحديد محددات وقف دائم لإطلاق النار.
واتفق الوزراء على عقد اجتماع في نيويورك على هامش أعمال الدورة العادية المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول المقبل، دون تحديد موعد.