اقتحام الأقصى وجنين.. ووفاة فلسطيني أصيب برصاص مستوطن
توفي، أمس الاثنين، فتى فلسطيني كان أصيب برصاص حارس مستوطنة إسرائيلية يوم الأربعاء الماضي في بلدة سلواد شمال رام الله في الضفة الغربية، في وقت اقتحم عشرات المستوطنين، مجدداً المسجد الأقصى المبارك، بحماية القوات الإسرائيلية، التي اقتحمت أيضاً مدينة جنين، من حاجز الجلمة بأكثر من 20 آلية عسكرية، وسط مواجهات واشتباكات تصدياً للقوات المقتحمة، في حين رفضت المرجعيات المقدسية أي إجراء إسرائيلي يمسّ الوضع القانوني في القدس.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان عن «وفاة الفتى رمزي فتحي حامد متأثراً بإصابته برصاص مستوطن قبل أيام في سلواد».
ونقلت وكالة أنباء «وفا» الفلسطينية عن مدير مجمع فلسطين الطبي الدكتور أحمد البيتاوي أن حامد «ارتقى صباح أمس نتيجة إصابته بجلطة رئوية حادة، إثر إصابته بالرصاص الحي في الصدر والبطن».
وقال مصدر أمني فلسطيني إن حامد كان يجلس في مركبته مع مجموعة من الشبّان عند مدخل قرية سلواد القريبة من المستوطنة، فأطلق عليهم حارس المستوطنة النار ما أدى إلى إصابته في بطنه فنقل إلى المستشفى. ونقل رئيس بلدية سلواد رائد حامد عن «رواية الشبان الذين كانوا معه»، أن «حارس مستوطنة عوفر هو من أطلق النار باتجاهه». وكان فتى آخر قتل قبل ثلاثة أيام برصاص مستوطن في قرية برقة القريبة من سلواد.
من جهة أخرى، اقتحم عشرات المستوطنين، أمس الاثنين، المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من القوات الإسرائيلية. ونفذ 111 متطرفاً اقتحاماتهم للمسجد الأقصى، عبر باب المغاربة خلال فترتي الاقتحامات الصباحية وبعد الظهر. وأدى المستوطنون صلواتهم خلال اقتحام الأقصى، وعلى أبوابه من الجهة الخارجية.
في غضون ذلك، شنت القوات الإسرائيلية، فجر أمس الاثنين، حملة مداهمات وتفتيشات في الضفة الغربية المحتلة، تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت عدداً من الشبان، فيما اندلعت اشتباكات مسلحة في مدينة جنين خلال التصدي لهذه القوات. وذكر شهود عيان أن وحدات خاصة تسللت لحي المراح متخفية داخل مركبات فلسطينية مدنية، وحاصرت عدة منازل، وتبعتها نحو 20 آلية عسكرية مصفحة لمساندتها في عملية دهم المنازل، وقد احتل الجنود والقناصة بنايات عديدة. وفور اقتحام الآليات العسكرية للمدينة، اندلعت اشتباكات مسلحة عنيفة وسمعت أصواتها في أرجاء المدينة خاصة بمنطقة حي المراح والمنطقة الشرقية. وواصلت القوات الإسرائيلية اقتحامها لمناطق مختلفة في الضفة، والتي تخللتها مواجهات في بعض المناطق واعتقالات طالت 17 فلسطينياً، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وذلك بحجة المشاركة في أعمال مقاومة مسلحة.
يأتي ذلك، بينما أكدت المرجعيات المقدسية، رفضها لأي إجراء إسرائيلي يمسّ بالوضع القانوني أو الديني أو التاريخي لمدينة القدس ومقدساتها ومؤسساتها. وأوضحت المرجعيات خلال الاجتماع الذي عُقد، أمس الاثنين، بمقر منظمة التحرير في رام الله، برئاسة عضو اللجنة التنفيذية، رئيس دائرة شؤون القدس عدنان الحسيني، إلى أن اقتحام وزراء من حكومة اليمين المتطرف المسجد الأقصى المبارك، رسالة استفزاز وتهديد بمخاطر جسيمة، وفرض التقسيم المكاني للمسجد الأقصى وساحاته. وحضر الاجتماع: مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، ورئيس الصندوق القومي، رئيس اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس رمزي خوري، ووزير شؤون القدس فادي الهدمي، والأمين العام للمؤتمر الوطني الشعبي للقدس اللواء بلال النتشة. وشددت المرجعيات على رفضها وتجريمها لأي نوع من أنواع المشاركة في انتخابات البلدية الإسرائيلية في القدس، وتأكيد حرمة المشاركة في هذه الانتخابات شرعياً ووطنياً تحت أي ظرف من الظروف. (