فضيحة مدوية.. اختفاء 200 طفل لاجئ في بريطانيا
المصدر: البيان
في فضيحة مدوية، كشف تحقيق صحافي أجرته صحيفة الغارديان البريطانية فقدان حوالي 200 طفل من الفنادق ومراكز الإيواء المقيمين فيها في بريطانيا، معظمهم فقدت آثارهم من فنادق مدينة برايتون الساحلية، والمخصصة من قبل وزارة الداخلية لاستقبال طالبي اللجوء، في حين فقد 10 % منهم من مدينة كينت الساحلية أيضاً.
وتقوم وزارة الداخلية عادة بوضع طالبي اللجوء، ممن يصلون عبر زوارق الهجرة غير الشرعية، في فنادق ومراكز تابعة لها في عدد من المدن الساحلية القريبة من أماكن وصول الزوارق إلى أن يتم النظر في قضاياهم وطلبات لجوئهم.وأكدت الحكومة اختفاء الأطفال. كما أوضح وزير الهجرة أن 88 % من الأطفال المفقودين من أصل ألباني، بينهم طفلة وحيدة و13 مفقوداً لم تتجاوز أعمارهم الـ 16 عاماً.
بدأت واستمرت
حوادث الاختفاء بدأت منذ أبريل الماضي واستمرت طوال 2022، حيث دعا رئيس بلدية برايتون إلى فتح محادثات أزمة مع وزارة الداخلية، كما وصف المجلس البلدي ما حصل بالمثير للعار، خاصة مع ترجيح فرضية أن تكون العصابات الإجرامية قد خطفت بعضهم.
وفقاً للتحقيق، قال أحد عمال الأمن في فنادق إيواء اللاجئين في مدينة برايتون، إنه شاهد أكثر من مرة قيام سيارات مدنية بإجبار الأطفال، خلال سيرهم في الشوارع القريبة، على الركوب فيها وخطفهم، موضحاً أنه أبلغ الشرطة بذلك.
العامل المشترك بين هؤلاء الأطفال المفقودين هو أن أغلبيتهم العظمى ممن دخلوا البلاد من دون أقرباء أو مرافقين بالغين، وهو ما زاد من فرضية قيام العصابات الإجرامية باختطافهم. واعتبر حزب العمال المعارض ما حصل فضيحة كبرى، داعياً إلى إقالة وزيرة الداخلية وفتح تحقيق.
من جهتها، عبّرت المنظمات غير الحكومية عن قلقها على مصير الأطفال، مجددة عرضها مساعدة وزارة الداخلية في الحفاظ على سلامة طالبي اللجوء لاسيما الأطفال غير المصحوبين بمرافقين بالغين. وقال فيليب إيشولا الرئيس التنفيذي لمنظمة LOVE لمكافحة الاتجار بالبشر لـ «البيان»:
إن وزارة الداخلية رفضت قبل عام عرضاً تقدمت به المنظمات المعنية بالأطفال للمساعدة وتقييم فنادق إيواء طالبي اللجوء في برايتون، معبراً عن تخوفه من سياسة وضع الأطفال غير المصحوبين بذويهم في الفنادق.
اختفاء مقلق
من جهتها، قالت إيمان أبو عطا مديرة مؤسسة «تل ماما»: إن اختفاء الأطفال مقلق جداً، خاصة وأن أعداد طالبي اللجوء بما فيهم الأطفال غير المصحوبين بمرافقين ستزداد بناء على ما يشهده العالم من أزمات وحروب، ودعت في حديثها لـ «البيان» إلى وضع خطة من وزارة الداخلية والسلطات المحلية لتحمل المسؤولية ومعرفة مصير الأطفال المفقودين.
وفي أسباب الاختفاء، ترى أبو عطا أن هناك احتمالين، الأول أن يكونوا خطفوا للاتجار بهم، والثاني أن يكون قد عرض عليهم العمل من قبل عصابات إجرامية كذبت عليهم وأغرتهم بالأموال ومستوى معيشة مرتفع، لاسيما وأنهم لا يعيشون في ظروف جيدة في مراكز اللجوء.
وقال المحامي المختص في شؤون الهجرة واللجوء أحمد سعدون لـ «البيان»: إن هؤلاء الأطفال دفعتهم ظروف الحرب في بلدانهم إلى مغادرتها واللجوء إلى بريطانيا، ومع وجود منظمات تعمل في الاتجار للبشر في المملكة المتحدة، فمن الممكن أن يكونوا قد تعرضوا للخطف، ولكن يجب على الجميع انتظار نتائج التحقيقات لمعرفة مصير هؤلاء الأطفال.