«الخماسي الدولي» يُلوّح بمعاقبة مُعرقلي انتخاب رئيس للبنان
دخل الاستحقاق الرئاسي اللبناني نفق الانتظار، أمس الثلاثاء، لاسيما بعد لقاء الدول الخمس المعنية بالشأن اللبناني في قطر، وصدور بيان عنها تستعجل فيه انتخاب الرئيس تحت طائلة فرض عقوبات على المعرقلين، وسط تمايز مواقف هذه الدول حول الحل المنشود، ما يعيق مبادرة الموفد الرئاسي الفرنسي، جان ايف لودريان، الذي سيعود الى بيروت خلال الساعات المقبلة، في وقت استكمل القضاء اللبناني استجواب حاكم مصرف لبنان، رياض سلامة، حول التهم الموجهة إليه وهي: الاختلاس وتبييض الأموال والاثراء غير المشروع. وأرجئ استجواب كل من شقيقه رجا، ومساعدته ماريان الحويك، الى يوم الثلاثاء المقبل، فيما أقدم أحد المودعين على اقتحام بنك الاعتماد اللبناني في بلدة شحيم حاملاً قنبلة، ومطالباً باسترداد وديعته البالغة قيمتها 35 ألف دولار.
وسادت أجواء تشاؤمية بشأن الاستحقاق الرئاسي بعد صدور بيان اللقاء الخماسي في الدوحة الذي لوّح بفرض عقوبات على المعرقلين لانتخاب الرئيس، من دون أن يطرح حلاً عملياً للأزمة الرئاسية، أو خارطة طريق للخروج من المأزق، حيث يبدو أن وجهات النظر بين الدول الخمس حول مقاربتها للملف اللبناني كانت مختلفة، وبالتالي لم يتم دعم المبادرة الفرنسية بشكل جدي، كما ترى مصادر لبنانية معنية، ولو أن المجتمعين اتفقوا على استمرار جولات الموفد الرئاسي الفرنسي، جان ايف لودريان، الذي سيواصل جهوده للتوصل إلى حل، وسط توقعات بأن يعود لودريان إلى بيروت قبيل انتهاء الشهر الجاري، حاملاً خلاصة ما اتفقت عليه الدول الخمس، ولا يعرف ما إذا كان سيدعو إلى حوار، أم لا، طالما ان بعض الأطراف ترفضه، وبالتالي فالاستحقاق الرئاسي سينتظر، وسيتمدد الشغور اكثر فأكثر، والحل لن يكون قريباً، كما تشير المعطيات.
من جهة أخرى، استكمل قاضي التحقيق الأول في بيروت، شربل أبو سمرا، استجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي حضر إلى قصر العدل في بيروت، وسط إجراءات أمنية مشددة، وقدّم المستندات المطلوبة منه، وزاد عليها مستندات أخرى تدعم شهادته، بعدما سبق أن تم استجوابه، يوم الأربعاء الماضي. وتقرر في نهاية الجلسة ترك سلامة رهن التحقيق، وأرجأ القاضي أبو سمرا جلسة الاستماع إلى شقيق الحاكم ومساعدته، رجا سلامة، وماريان الحويك، إلى يوم الثلاثاء المقبل، بعدما حضرا أيضاً إلى قصر العدل. وكان القضاء اللبناني أصدر، أمراً بالحجز الاحتياطي على ممتلكات سلامة ما يمنعه من التصرف بأي من هذه الممتلكات، سواء بيعها، أو نقل ملكيتها لأشخاص آخرين، إلى حين انتهاء البت في أساس الدعوى القضائية المرفوعة بحقه.
إلى ذلك، اقتحم المودع حافظ سرحال، من بلدة داريا في إقليم الخروب، بنك الاعتماد اللبناني في بلدة شحيم، ودخل إلى المصرف وهو يحمل قنبلة يدوية، مطالباً بوديعته التي تبلغ نحو 35 ألف دولار. وقد حضرت القوى الأمنية وفرضت طوقاً أمنياً حول المصرف، وجرت مفاوضات مع المودع قادتها القوى الأمنية، حيث تسلمت منه القنبلة اليدوية، بعد أن سلم نفسه لفصيلة شحيم، فيما تردد انه سيصار إلى إعطائه مبلغاً من المال من وديعته