الحر يرهق العالم.. والصين وأثينا تجليان الآلاف
المصدر:الخليج
بلغت درجات الحرارة مستويات قياسية جديدة، أمس الاثنين، إذ يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية موجة قيظ وحرائق غابات استدعت إجلاء 1200 طفل من مخيمات صيفية قرب أثينا. ودقّت سلطات صحية بدول عدة في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية ناقوس الخطر، وحضّت السكان على شرب المياه والسوائل والاحتماء من الشمس، في توجيهات تشكّل تذكيراً جديداً بمخاطر الاحترار العالمي. بينما اتخذت الصين وفيتنام كافة الاستعدادات لإجلاء آلاف الأشخاص، إضافة إلى إلغاء رحلات الطائرات والقطارات في البلدين بسبب الإعصار «تاليم».
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية إن أوروبا قد تسجّل هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة فيها على الإطلاق، تحديداً في جزيرتَي صقلية وسردينيا الإيطاليتَين، حيث من المتوقّع أن تصل الحرارة إلى 48 درجة مئوية. وأصدرت السلطات اليابانية تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها من التعرض لضربة شمس في 20 مقاطعة من مقاطعات البلاد ال47، بعدما سُجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها. كما توقعت هيئة الأرصاد الأمريكية أن تبلغ موجة الحر «واسعة النطاق وشديدة الوطأة» ذروتها في الولايات الجنوبية والغربية، وتأثر أكثر من 80 مليون شخص بتحذيرات الحرّ الشديد أو التحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة. وأصدرت إيطاليا إشعار تنبيه أحمر يضع 16 مدينة في حالة تأهب بما فيها روما وبولونيا وفلورنسا. ومن المتوقع أن تسجّل روما 43 مئوية اليوم الثلاثاء. فيما أعلنت الأرصاد الإسبانية، أن البلد سجّل درجات حرارة عالية بمستويات غير طبيعية.
وفي سياق متصل، اندلعت حرائق غابات أججتها رياح شديدة، أمس الاثنين، في شرق أثينا وغربها، وفق ما أفاد جهاز الإطفاء اليوناني، فيما أمرت السلطات بإخلاء العديد من المنتجعات البحرية في تدبير وقائي. وأعلن رئيس بلدية لوتراكي يوريوس يكيونيس إجلاء ألف ومئتي طفل من المخيمات الصيفية المهددة بالحرائق قرب المدينة الساحلية الواقعة على بعد ثمانين كيلومتراً غرب العاصمة اليونانية. وفي كوفاراس شرق أثينا، اندلع حريق آخر منذ منتصف النهار أججته الرياح الشديدة.
وقال المتحدث باسم جهاز الإطفاء يانيس أرتوبيوس «إنه حريق صعب، الرياح قوية جداً وتراوح سرعتها بين خمسين وستين كلم في الساعة». وتشارك سبع قاذفات مياه وأربع طوافات و150 عنصر إطفاء بينهم فريق من ثلاثين إطفائياً رومانياً في محاولة إخماد الحريق على الجبهتين، بحسب أرتوبيوس. واحترقت عدة منازل في المنطقة، بحسب صور بثتها قناة «إي آر تي» التلفزيونية العامة، وتم إخلاء مركز فروسية مهدد. وتم قطع حركة السير على الطرق المجاورة لمنطقة كاليفيا التي غطتها سحابة كثيفة من الدخان. وطلبت السلطات من السكان مغادرة المنطقة احتياطياً فيما تم إخلاء أحد الأديرة.
ومن جهة أخرى، أصبح الإعصار «تاليم» أول إعصار يصل إلى اليابسة في الصين هذا العام، ما دفع السلطات لإصدار تحذيرات من حدوث فيضانات وإلغاء رحلات الطائرات والقطارات ومطالبة السكان بالبقاء في بيوتهم. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) أن ما يقرب من 230 ألف نسمة أجلوا في قوانغدونغ إلى بر الأمان، أمس الاثنين. ومن شأن تسجيل رياح تتجاوز سرعتها 150 كيلومتراً في الساعة أن تضع «تاليم» في فئة الأعاصير الشديدة، وهي فئة من النادر جداً أن يسجلها إعصار في مثل هذا الوقت المبكر في موسم الأمطار.
وفي فيتنام تستعد السلطات لإجلاء 30 ألف شخص في مقاطعتي كوانغ نينه وهاي فونغ، اللتين ستكونان الأكثر تضرراً. وقالت هيئة إدارة الكوارث الفيتنامية «إن الإعصار ربما يكون من أكبر الأعاصير التي تضرب خليج تونكين في السنوات الأخيرة».