من وحي القرية لفريد محمد صالح
عسير – وعلان العاطفي
مهرجان قرية المسقي الثاني بصيف ٢٠٢٣تحت شعار( بارد – ممطر – صيفا) وقد تحقق الحلم لهذه القرية أن تكون في مصاف القرى التراثية على مستوى المملكة العربية السعودية ودول الخليج فقد أصبحت ثرية بتراثها وبرامجها وملتقاها الصيفي و الاقتصادي والترويحي والاجتماعي -شكرا على فقرات حفل الافتتاح تقديم وكلمات وقصائد وابريت غاية في الإعداد والاتقان من كلمات الشاعر حسين الذيب والشاعر محمد بن نخاع واداء المنشدين/ عبد الرحمن هادي وعبد الله سعيد ال فارح الملقب بابو فارس شكراً لجميع اللجان بحجم السماء فأنتم أهلا لذلك
نعم هذه قرية المسقي نظرت إليها نظرة طفل وأنا ادرس بالصف الثاني ابتدائي عندما كنت أخرج من المدرسة للفسحة واذهب مع بعض السبل حتى اصل إلى حوانيتها حتى اشتري الطحينية وبعض حلوى الحلقوم كنت أنظر إلى تلك القرية المهيبة بجامعها الذي كانت ماذنته تعلو القرية بلونها الأبيض يراها الناظر من بعيد ومرت السنون مواقف خالدة في ذهني هنا وهناك الذهاب لمصحة القرية وسماع صوت الطاحون ومسير الناس بممراتها راجلين وعلى الدواب ناهيك عن رائحة الحوض والشيح والبرك والنعناع من خلال المزهريات التي توضع بالنوافذ والصفف بالسطوح والمداخل وعمل المزارعين ورحلة الحصاد والصريم و الدويس للثمار بالبيادر(الجرن) والنساء العاملات في جلب الماء من البير وحمل الحطب على ظهورهن من الجبال العالية واهاجيز الفرح في لعب الدمة والعرضه في الزواجات والأعياد وحمل المعاديل على أكتاف الرجال ناهيك عن الاحتفالات المدرسية فهي قصة بحد ذاتها وخروج قبلية المسقي على الشارع العام عام ١٣٩٨ وهم يرددون لون العرضة ابتهاج بطلوع الملك خالد الي منتزه الجرة بتمنية وقد عملت اوقاوس النصر انذاك أمام مبني مركز الإمارة الان من صنع القبيلة بأيديهم وعمل قوسا اخر امام نادي المصيف عام ١٤٠٩ وكتب عليه (مسقينا مدي يديك وصافحي ابن الكرام الفهد ضيف قلوبنا)
وقفت مع نفسي عدة مرات أفكر في مستقبل هذه القرية رأيت الناس ترحل منها وتبني المسلح في أطرافها واصبحت لا تشاهد مع البنايات الحديثية وتمر العوام وتتهدم بعض البيوت بسبب الأمطار وعدم التعهد من قبل أهلها بل أن صح التعبير القرية في انتحار ولم يبقى بها إلا القليل من السكان وكم شدني ذلك التقرير لقرية المسقي والمعد من قبل الإعلامي سعيد آل نعمه قبل ٣٠ عاما مقابلة في رمضان مع بعض كبار السن وذكريات الماضي وأيضا حلقة برنامج ربوع بلادي عام ١٤٠٤ والإعلامي الراحل خالد زارع رحمه الله
وكل ما مر عقد من الزمان تكون القرية عرضة للتهالك وقد قرأت كتاب الأمير خالد الفيصل مسافات التنمية وشاهد عيان طلب فيه الأهالي بمنطقة عسير لعدة أحياء وعدة قرى بحيث يحافظ عليها بعدم الهدم ولاتستبدل بالمسلح حتى تكون مصدر رزق لأهميتها التراثية ولكن كان التجاوب ضعيف جدا حتى اذا جاء عام ١٤٣٥ في احتفالية تدشين كتاب مدرسة المسقي في رحاب المجتمع بنادي المصيف كانت لي فرصة اتحدث في كلمتي عن القرية وما يجب نحوها حول البيوت والقصيب والمزارع ومسجدها التاريخي وما الواجب في الحفاظ عليها ثم تلى ذلك بتعاون اهالي القرية معي انا والزميل ابو فيصل بطلب الباحث معبر في إصدار كتاب يحمل اسم جامع المسقي لأهميته التاريخيه وبحمد الله تم تصنيف هذا الجامع ضمن الجوامع القديمة تحت مشروع ولي العهد محمد بن سلمان في إعمار المساجد القديمة وبدأ العمل به الآن ونراه قريبا يعيد دورة منذ بني في ٧٢ من الهجرة
ثم فكرت ان أخرج روايات قصيرة حول الحياة الإجتماعية بالقرى تحت مسمى من وحي القرية حتى نربط الأجيال الحاضرة بماضيهم العريق وكل هذا الأعمال من الإصدارات والتي بذلت فيها الفكر والجمع و المال أعدها من جهد المقل وفاءا للقرية وأهلها وارجو ان تذكرنا الأجيال القادمة بهذه الإصدارات ولو بعد حين محاكاة لما قام به الرحالة ابو الحسن الهمداني والذي لا يزال ذكره بعد مرور الف عام ونيف وعلى غرار كتاب في ربوع عسير لمؤلفه محمد عمر رفيع المعلم بقرية رجال عام ١٣٥٩فمع دورة التعليمي كانت له فرصة للتاليف عن المنطقة ورب همة أحيت همه
وبحمد الله وتوفيقه عاد المجتمع للقرية بهمة اهاليها ورجالها وبهمة أميرنا المحبوب الشهم تركي بن طلال رعاه الله – نعم حراك معماري وثقافي وتجاري خلال سنوات معدودة جداًلا تتعدى الأربع او الخمس وهاهي القرية تدرج ضمن التطوير وسوف تعاد في الترميم بإذن الله على غرار الدرعية عاصمة الأمجاد ال السعود وتكون مصدر جذب سياحي ومصدر اقتصادي قوي جدا
شكراً من الأعماق لقبيلة المسقي الكرام مشائخ واعيان ومنظمين كبار وصغار رجال ونساء على تعاونهم وتفانيهم على إخراج هذا المهرجان بهذا الإتقان الرايع والجمال المتناهي و الاحترافية الدقيقة والهمة العالية وباذن الله الي المليونيةوكل صيف وملتقانا جميعاً المسقي