كوريا الشمالية تطلق صاروخاً بعيد المدى
المصدر:البيان
أعلن الجيش الكوري الجنوبي الأربعاء أن كوريا الشمالية أطلقت صاروخا بالستيا بعيد المدى، بعد أيام على تهديد أطلقته بيونغ يانغ بإسقاط أي طائرة تجسس أمريكية تنتهك مجالها الجوي.
وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية إن “كوريا الشمالية أطلقت صاروخا بالستيا مجهولا في البحر الشرقي”، مستخدمة الاسم الكوري لبحر اليابان.
وأفادت هيئة الأركان المشتركة للجيش الكوري الجنوبي أنها “رصدت ما يُعتقد أنه صاروخ بالستي بعيد المدى أطلق من منطقة بيونغ يانغ قرابة الساعة العاشرة (01,00 ت غ) باتجاه بحر الشرق”.
وأضاف أن “الصاروخ أطلق على مسار تصاعدي وقطع ألف كيلومتر قبل أن يسقط في بحر الشرق”. ويعني المسار التصاعدي إطلاق الصاروخ باتجاه الأعلى وهي طريقة قالت بيونغ يانغ إنها استخدمتها في بعض تجارب الأسلحة لتجنب التحليق فوق دول مجاورة.
وقالت هيئة الأركان إن عملية الإطلاق هذه “استفزاز خطر يقوض السلام والأمن في شبه الجزيرة الكورية” وينتهك عقوبات الأمم المتحدة ضد بيونغ يانغ، داعيا كوريا الشمالية إلى وضع حد لمثل هذه الأعمال.
وأدانت الولايات المتّحدة “بشدة” الأربعاء إطلاق هذا الصاروخ، معتبرة أنه “يشكل انتهاكا صارخاً لعدة قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي”، بحسب بيان صادر عن ناطق باسم مجلس الامن القومي الأمريكي في البيت الأبيض.
وقال الناطق باسم المجلس آدم هودج في البيان إنه “يؤجج من دون جدوى التوترات وقد يؤدي الى زعزعة استقرار الوضع الأمني في المنطقة”.
من جهته، قال ناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الهيئة “قلقة للغاية” بشأن عملية الإطلاق.
كذلك، أعلنت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن-كلير لوجاندر الأربعاء أنّ بلادها تدين “بأشد العبارات” هذا الإطلاق مشيرة إلى أنه “يشكل انتهاكاً جديداً لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وقالت إن “تضاعف الاستفزازات الكورية الشمالية يساهم في تزايد التوترات في شبه الجزيرة والمنطقة ويشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين”.
لا رجعة عنه
وذكر خبراء أن مدة تحليق الصاروخ بلغت حوالي سبعين دقيقة ومطابقة لبعض عمليات إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات لكوريا الشمالية.
وأطلقت بيونغ يانغ في ابريل أحد أقوى صواريخها البالستية العابرة للقارات “هواسونغ-18” وفي فبراير أطلقت “هواسونغ-15” الذي قطع 989 كيلومترا.
وقال تشوي جي ايل استاذ الدراسات العسكرية لوكالة فرانس برس في جامعة سانجي “نظرا للعناصر المتوافرة لدينا في هذه المرحلة فمن المؤكد بنسبة 90 بالمئة أن هذا صاروخ بالستي عابر للقارات”.
وأضاف أنه قد يكون أيضًا محاولة من قبل كوريا الشمالية لإعادة اختبار تكنولوجيا إطلاق الأقمار الاصطناعية الخاصة بها للاستعداد لمحاولة أخرى لوضع قمر تجسس في المدار بعد فشل إطلاقه في مايو.
تدهورت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها مع توقف الحوار وإعلان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بلاده دولة نووية، داعيا قيادات جيشه إلى تعزيز تطوير الترسانة العسكرية وخصوصا الأسلحة النووية التكتيكية.
وفي مواجهة ذلك عززت سيول وواشنطن تعاونهما العسكري وتوعدتا بيونغ يانغ برد نووي و”إنهاء” الحكومة الحالية في كوريا الشمالية في حال استخدامها أسلحة نووية.
وأجرت كوريا الشمالية عدة عمليات إطلاق صواريخ هذا العام في خرق للعقوبات، بما في ذلك اختبار أقوى صواريخها البالستية العابرة للقارات، وفي مايو حاولت وضع قمر صناعي للتجسس العسكري في المدار.
استفزازات
هددت كوريا الشمالية الاثنين بإسقاط طائرات التجسس الأمريكية التي تنتهك مجالها الجوي ودانت خطة واشنطن نشر غواصة للصواريخ البالستية بالقرب من شبه الجزيرة الكورية.
وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية أن الولايات المتحدة “كثفت أنشطتها التجسسية بما يتجاوز مستويات زمن الحرب”، في إشارة إلى طائرات تجسس أمريكية قامت بعدد من الطلعات في يوليو وصفت بأنها “استفزازات”، لثمانية أيام متتالية.
وقال المصدر نفسه إن طائرة استطلاع دخلت المجال الجوي لكوريا الشمالية “مرارا وتكرارا” فوق بحر اليابان.
وفي بيان نقلته وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، حذر المتحدث الرسمي من خطورة وقوع “حادث” يمكن أن يتسبب فيه هذا النوع من التصرف مثل “سقوط طائرة”.
وأشارت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم كيم جونغ أون ومستشارته المقربة ليل الإثنين الثلاثاء الى أن طائرة تجسس أمريكية خرقت المجال الجوي الشرقي لكوريا الشمالية مرتين صباح اليوم نفسه. وحذرت في بيان من “إجراءات حاسمة” لبيونيغ يانغ إذا تجاوز الجيش الأمريكي الخط العسكري لحدودها البحرية.
وأعلنت واشنطن في أبريل عزمها إرسال غواصة بالستية مسلحة نوويا في أول زيارة لميناء كوري جنوبي منذ عقود، دون تحديد موعد لذلك.
وردا على ذلك أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول تعزيز التعاون الدفاعي مع واشنطن، ونظم مناورات عسكرية مشتركة بأسلحة متطورة.
ويشارك يون في قمة حلف شمال الأطلسي في ليتوانيا سعيا لتعزيز التعاون مع أعضاء الحلف بشأن التهديدات النووية والصاروخية المتزايدة لكوريا الشمالية، وفق مكتبه.