رغم استمرار الدعم.. تأجيل الحلم الأوكراني في الانضمام إلى الناتو
المصدر : الخليج
منذ اندلاع شرارة الحرب الروسية الأوكرانية ولأكثر من عام ونصف العام لم يتوقف حلف شمال الأطلسي «الناتو» والاتحاد الأوروبي عن إرسال المعدات والمساعدات العسكرية وتقديم الدعم المادي الضخم لأوكرانيا حتى تتمكن من الصمود في وجه الآلة العسكرية الضخمة للدب الروسي أو على الأقل تكبده خسائر تعيد توازن القوى وتدفعه للجلوس على طاولة المفاوضات.
ورغم كل تلك المساعدات المقدمة لأوكرانيا، والتي أكدت تقارير غربية أنها تصل إلى 443 مليار دولار، يبقي الحلم الأوكراني في الانضمام إلى الناتو بعيد المنال، حسبما صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن السبت.
الحرب معوق أساسي
وبخصوص اقتراب أوكرانيا للانضمام للحلف من عدمه قال نائب الأمين العام لحلف «الناتو»، ميرتشيا جيوانا، في يونيو، أنه لا يوجد حالياً اجماع داخل الحلف على انضمام أوكرانيا إلى عضوية حلف شمال الأطلسي.
وقال جيوانا: «في الوقت الحالي، لا يوجد إجماع داخل الناتو حول موضوع دخول أوكرانيا إلى الحلف.
وأردف نائب عام الناتو«أعتقد أن هذا واضح للرئيس الأوكراني «زيلينسكي» أيضاً، في وقت تدور فيه مثل هذه الحرب الكبيرة والمعقدة، ينبغي تأجيل انضمام أوكرانيا إلى الناتو».
ومن جانبه أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإستوني ألار كاريس إن«الانضمام إلى الناتو هو أفضل ضمان لأمن أوكرانيا، ولكننا نفهم أننا لن نجر أي دولة في الناتو إلى الحرب».
وتابع:«لذلك، نتفهم أننا لن نصبح عضواً في الناتو ما دامت هذه الحرب مستمرة، ليس لأننا لا نريد ذلك، بل لأن ذلك مستحيل».
من جهتها، ترى موسكو في مسعى أوكرانيا للانضمام إلى الناتو تهديد وجودي، وتعتقد بأن إيصال الناتو مساعدات عسكرية إلى كييف هو دليل على أن الولايات المتحدة تشن حرباً بالوكالة في أوكرانيا.
النصر خطوة في طريق الانضمام
وبدوره أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو«» ينس ستولتنبرغ، اتفاق جميع أعضاء الحلف العسكري على أن تصبح أوكرانيا في نهاية المطاف عضواً في الحلف، لكن التركيز الرئيسي الآن ينصب على ضمان انتصارها على روسيا.
وفي حديثه قبل اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الخاصة بأوكرانيا في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا، قال ستولتنبرغ للصحفيين إنه بمجرد انتهاء الحرب في أوكرانيا، يجب أن تمتلك كييف«الردع اللازم لمنع هجمات جديدة».
وتنظم الولايات المتحدة اجتماعاً في ألمانيا اليوم لمناقشة الدعم الإضافي لأوكرانيا بعدما حض الرئيس فولوديمير زيلينسكي الحلفاء الغربيين على إرسال مزيد من الطائرات المقاتلة والصواريخ بعيدة المدى.
انقسام في الناتو
وبالنسبة للانضمام الفوري لأوكرانيا للحلف قال ستولتنبرغ، إن محاولة أوكرانيا الانضمام إلى عضوية حلف شمال الأطلسي، بينما هناك حرب مع روسيا«ليست على جدول الأعمال».
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الحرب في أوكرانيا تجعل انضمام البلاد إلى التحالف«أسهل»، قال ستولتنبرغ:«نعم ولا، أعتقد أن الجميع أدركوا أن تصبح عضواً في خضم الحرب ليس على جدول الأعمال، وهذه ليست القضية».
وقال ستولتنبرغ:«المسألة تتعلق أكثر بما يحدث عندما تنتهي الحرب بطريقة أو بأخرى. وبعد ذلك، بالطبع، تضمن الحرب أن تصبح أوكرانيا أقرب إلى حلف شمال الأطلسي».
وأقر أمين عام حلف الناتو بأن هناك بعض«وجهات النظر المختلفة في الحلف»حول مسألة عضوية الناتو لأوكرانيا، لكنه أضاف أن جميع الأعضاء متفقون على أن أوكرانيا ستصبح عضواً.
وتابع:”نتفق جميعاً على أن باب الناتو مفتوح أمام الأعضاء الجدد وأن الأمر متروك لحلفاء الناتو وأوكرانيا ليقرروا متى ينبغي أن ينضموا، وليس موسكو.
خيبة الأمل
وتؤكد أوكرانيا بأن العملية العسكرية الروسية أعطت مبرراً إضافياً لحملتها الرامية للانضمام إلى الحلف، معربة عن خيبة أملها حيال عدم تقديم الغرب ضمانات أو جدولاً زمنياً لها من أجل العضوية في نهاية المطاف.
يقول تقرير للموقع الرسمي للحلف إن عضوية «الناتو» مفتوحة لأي دولة أوروبية ليست عضواً فيه بشرط تطبيقها مبادئ تأسيس الحلف في ما يتعلق بكفاءة جيشها وحجم الإنفاق الدفاعي السنوي.
ويقول الموقع إن الحلف يمتلك ما يطلق عليها «خطة عمل للعضوية» وهي عبارة عن مجموعة من الإجراءات التي تسهم الدول الراغبة في الانضمام للحلف في تطوير قدراتها الدفاعية حتى تصل إلى المستويات المطلوبة للانضمام للحلف.
وتلتزم الدول الأعضاء في الحلف بالعمل مع بقية الأعضاء على تنفيذ المبادئ السياسية والعسكرية، وأبرزها تفعيل البند الخامس للدفاع المشترك في حال تعرض أي منها لاعتداء، سواء كان ذلك بالتعاون مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين أو بصورة منفردة.
شروط الانضمام
ويعتبر حلف الناتو من أقوى القوى الأوروبية حيث يأمل الكثير من الدول الانضمام للحلف، لكي يحظى بالحماية الكافية لبلاده ويحصل على الامتيازات الخاصة بالحلف، ولكن هناك بعض من الشروط التي تبدو واضحة للانضمام وعلى الرغم من ذلك لا توجد لائحة صريحة للانضمام للحلف.
بينما أكدت تقارير على ضرورة أن تكون الدولة الراغبة في الحصول على عضوية الناتو دولة ديمقراطية تؤمن بالاختلاف والتنوع ولا يوجد بها شائبة عنصرية، ولا بد أن يكون الأعضاء الجدد في الحلف يتمتعون بتطور اقتصادي ضخم،
ومن أهم الشروط الخاصة بالانضمام للناتو بحسب خبراء أن توافق الدول على شروط الاتفاقية الخاصة بالحلف، وأهم شرط هو العمل من أجل خدمة الحلف وتفضيل المصالح العامة عن الخاصة، والالتزام بالقرارات التي تحظى بتصويت الأغلبية من أعضاء الحزب.
الناتو في سطور
ويمثل حلف شمال الأطلسي «الناتو» أضخم تحالف عسكري في العالم يضم 30 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ويرجع تاريخ تأسيسه إلى عام 1949، حيث وقعت في الرابع من أبريل 1949، 12 دولة على معاهدة حلف شمال الأطلسي «الناتو» التي عرفت ب «معاهدة واشنطن»، وضمت ( الولايات المتحدة الأمريكية- المملكة المتحدة- البرتغال-النرويج –هولندا- لوكسمبورغ – إيطاليا- آيسلندا فرنسا- الدنمارك- كندا – بلجيكا ).
وبعد تأسيسه ب 3 سنوات بدأت دول أخرى في الانضمام إلى الحلف في خمسينات القرن الماضي، حيث انضمت تركيا واليونان عام 1952 ثم ألمانيا عام 1955.
ولم تنضم أي دول للحلف خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي ولكن إسبانيا انضمت للحلف عام 1982.
وفي عام 1999 انضمت 3 دول للحلف أخرى (التشيك – المجر – بولندا)
في عام 2004 شهد الحلف انضمام 7 دول هي: (بلغاريا – إستونيا – لاتفيا – ليتوانيا – رومانيا – سلوفاكيا – سلوفينيا)
في عام 2009 انضمت دولتان جديدتان إلى حلف «الناتو» هما (ألبانيا كرواتيا)
وانضمت الجبل الأسود في عام 2017 للحلف.
وتعتبر مقدونيا الشمالية العضو رقم 30 في حلف «الناتو».