المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

المقر: لندن - المكتب الاقليمي: القاهرة

أخبار عربية

«العفو الدولية»: إفلات إسرائيل من العقاب يشجّعها على ارتكاب المزيد من جرائم الحرب

المصدر: أخبار الخليج.

لندن،‭ ‬ا‭ ‬ش‭ ‬ا‭: ‬أكدت‭ ‬مُنظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬‮«‬أمنستي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إفلات‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬بشكل‭ ‬متكرّر‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وحصارها‭ ‬القاسي‭ ‬وغير‭ ‬القانوني‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬16‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬يُشجع‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ويجعل‭ ‬الظلم‭ ‬مزمناً‭.‬‮ ‬وقالت‭ ‬المنظمة‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬لندن‭ ‬مقرًا‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬بخصوص‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬إن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬دمرت‭ ‬منازل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬قانوني،‭ ‬وغالبًا‭ ‬بغياب‭ ‬ضرورة‭ ‬عسكرية‭ ‬أثناء‭ ‬اعتدائها‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬المحتل‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬مايو‭ ‬الماضي‮»‬‭.‬

وأضافت‭ ‬‮«‬تشكّل‭ ‬عمليات‭ ‬الهدم‭ ‬هذه‭ ‬شكلًا‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العقاب‭ ‬الجماعي‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭.. ‬كما‭ ‬شنت‭ ‬إسرائيل‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬أنها‭ ‬غارات‭ ‬جوية‭ ‬غير‭ ‬متناسبة،‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬وجرح‭ ‬مدنيين‭ ‬فلسطينيين‭ ‬بينهم‭ ‬أطفال‮»‬‭.‬

وأسفر‭ ‬العدوان‭ ‬الأخير‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬مايو‭ ‬الماضي،‭ ‬والذي‭ ‬استمر‭ ‬خمسة‭ ‬أيام،‭ ‬عن‭ ‬ارتقاء‭ ‬33‭ ‬شهيدا‭ ‬بينهم‭ ‬6‭ ‬أطفال‭ ‬و3‭ ‬نساء،‭ ‬وإصابة‭ ‬نحو‭ ‬190‭ ‬مواطنا‭ ‬غالبيتهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭ ‬بصورة‭ ‬مباشرة‭ ‬جراء‭ ‬قصف‭ ‬الطيران‭ ‬الحربي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬للمنازل‭ ‬والمنشآت،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إصابة‭ ‬الآلاف‭ ‬بحالات‭ ‬الهلع،‭ ‬خاصة‭ ‬الأطفال‭.‬

وأشارت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬حققت‭ ‬في‭ ‬تسع‭ ‬غارات‭ ‬جوية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬مدنيين‭ ‬وإلحاق‭ ‬أضرار‭ ‬وتدمير‭ ‬مبانٍ‭ ‬سكنية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬موضحةً‭ ‬أن‭ ‬‮«‬شن‭ ‬هجمات‭ ‬غير‭ ‬متناسبة‭ ‬عمدًا،‭ ‬وهو‭ ‬نمط‭ ‬وثقته‭ ‬المنظمة‭ ‬في‭ ‬العمليات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬السابقة،‭ ‬هو‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‮»‬‭.‬

وقالت‭ ‬هبة‭ ‬مرايف،‭ ‬مُديرة‭ ‬المكتب‭ ‬الإقليمي‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭: ‬‮«‬لقد‭ ‬مر‭ ‬شهر‭ ‬على‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬ولكن‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬تلحقها‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المتكررة‭ ‬بالمدنيين‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬تتوقف‭ ‬أبدًا‭. ‬سمعنا‭ ‬في‭ ‬تحقيقنا‭ ‬شهاداتٍ‭ ‬مؤثرة‭ ‬عن‭ ‬قنابل‭ ‬دمرت‭ ‬المنازل‭ ‬وعن‭ ‬آباء‭ ‬اضطروا‭ ‬لانتشال‭ ‬طفلاتهم‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬وعن‭ ‬مراهقة‭ ‬أصيبت‭ ‬بجروح‭ ‬قاتلة‭ ‬وهي‭ ‬راقدة‭ ‬تحتضن‭ ‬دبدوبها‭. ‬والأفظع‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله‭ ‬أننا‭ ‬شبه‭ ‬واثقين‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭ ‬المروعة‭ ‬ستحدث‭ ‬مجدّدًا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يُحاسب‭ ‬الجناة‮»‬‭.‬

وأضافت‭: ‬‮«‬إنّ‭ ‬توثيقنا‭ ‬المتكرّر‭ ‬لأنماط‭ ‬القتل‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬والتدمير‭ ‬نفسها‭ ‬هو‭ ‬بحدّ‭ ‬ذاته‭ ‬بمثابة‭ ‬إدانة‭ ‬لإخفاق‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬إسرائيل‭. ‬إن‭ ‬إفلات‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬على‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التي‭ ‬ترتكبها‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وحصارها‭ ‬القاسي‭ ‬وغير‭ ‬القانوني‭ ‬المستمر‭ ‬منذ‭ ‬16‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬يُشجع‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الانتهاكات‭ ‬ويجعل‭ ‬الظلم‭ ‬مزمنًا‮»‬‭.‬

وتابعت‭: ‬‮«‬إنَّ‭ ‬السبب‭ ‬الجذري‭ ‬لهذا‭ ‬العنف‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يوصف‭ ‬هو‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الإسرائيلي‭ (‬الأبارتهايد‭). ‬يجب‭ ‬تفكيك‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ورفع‭ ‬الحصار‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬فورًا‭ ‬ومحاسبة‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬جريمة‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‮»‬‭.‬

وأشارت‭ ‬منظمة‭ ‬العفو‭ ‬الدولية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سلطات‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬تواصل‭ ‬منعها‭ ‬من‭ ‬دخول‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ولذلك‭ ‬تعاقدت‭ ‬المنظمة‭ ‬مع‭ ‬باحث‭ ‬ميداني‭ ‬محلي‭ ‬جمع‭ ‬الأدلة‭ ‬وأجرى‭ ‬مقابلات‭ ‬مع‭ ‬شهود‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬الضربات،‭ ‬أثناء‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬استمر‭ ‬خمسة‭ ‬أيام‭ ‬وبعده‭.‬

وقد‭ ‬أجرى‭ ‬باحثو‭ ‬المنظمة‭ ‬مقابلات‭ ‬متابعة‭ ‬وحللوا‭ ‬صور‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأدلة‭ ‬مفتوحة‭ ‬المصدر،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬لقطات‭ ‬للهجمات‭ ‬وتداعياتها،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تصريحات‭ ‬من‭ ‬مسؤولين‭ ‬إسرائيليين‭.‬

وأكدت‭ ‬المنظمة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الهجمات‭ ‬غير‭ ‬القانونية‭ ‬على‭ ‬منازل‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والحصار‭ ‬غير‭ ‬القانوني‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬منذ‭ ‬2007،‭ ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ضد‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬الذي‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬الجريمة‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬المتمثلة‭ ‬بالفصل‭ ‬العنصري،‭ ‬بموجب‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المعاهدة‭ ‬الدولية‭ ‬لقمع‭ ‬جريمة‭ ‬الفصل‭ ‬العنصري‭ ‬ونظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‮»‬‭.‬

Related Articles

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button