قصف مدن بغرب السودان مع اتساع رقعة الصراع
المصدر:البيان
هزت القتال عدة مدن في غرب السودان أمس الأربعاء في اتساع نطاق الصراع المستمر منذ نحو شهرين في البلاد بينما تجاوز عدد الأشخاص الذين فروا من منازلهم بسبب العنف مليوني شخص.
وتسبب الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أزمة إنسانية في العاصمة الخرطوم وكذلك في مدن رئيسية في منطقتي كردفان ودارفور.
ويهدد اتساع رقعة القتال بإطالة أمد العنف واستقطاب جماعات مسلحة، لا سيما الجماعات ذات الانتماءات القبلية، وجهات فاعلة خارجية أيضا.
وفي مقابلة مع قناة الحدث التلفزيونية من الجنينة، طالب خميس أبكر والي ولاية غرب دارفور المجتمع الدولي بالتدخل فيما وصفها بأنها “إبادة جماعية”. وتسنى سماع دوي الأعيرة النارية والقصف المدفعي في الخلفية وهو يتحدث.
وقال “المواطنون اليوم يُقتلون بطريقة عشوائية جدا وبكميات كبيرة”.
وأضاف أنه على الرغم من أن قوات الدعم السريع والجماعات المتحالفة معها كانت تستهدف مناطق في الجنينة يعيش فيها أفراد من قبيلة المساليت في بادئ الأمر، فإن هذه الهجمات امتدت الآن إلى المدينة بأكملها.
وأضاف “ما رأينا خروج قوات الشعب المسلحة من ثكناتهم على الأقل للدفاع عن المواطنين”.
ويشهد إقليم دارفور في السودان صراعا متقطعا منذ بداية القرن الحالي، وهو الصراع الذي أدى إلى نزوح الملايين ومقتل 300 ألف شخص.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الثلاثاء إن غوتيريش قلق للغاية من تزايد البعد الطائفي للعنف.
ووصفت قوات الدعم السريع في بيان الأعمال القتالية في الجنينة بأنها صراع قبلي، واتهمت النظام السوادني السابق بتأجيج نار الصراع. وقالت إنها تبذل جهودا لإدخال المساعدات إلى المدينة.
وتعثرت الجهود الدبلوماسية بقيادة الولايات المتحدة والسعودية مع انتهاك العديد من اتفاقات وقف إطلاق النار. وقال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء إنهم يدرسون نهجا جديدا في الأيام المقبلة.
القتال عبر دارفور
قالت هيئة محامي دارفور، وهي جماعة محلية تراقب العنف، الأربعاء إن قصفا مدفعيا أصاب منازل مدنيين في نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، مضيفة أن عناصر قوات الدعم السريع اشتكت من عدم تلقي رواتبها.
وقال صلاح الأمين (39 عاما) “الهجوم يمكن أن يبدأ مرة أخرى في أي لحظة ولا نشعر بالأمان”.
وأضافت الهيئة أن مدينة زالنجي، عاصمة ولاية وسط دارفور، تحت الحصار. ويسود الهدوء نسبيا مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، لكن مدينة كتم تشهد موجة نزوح.
وقال سكان في مدينة الأبيض التابعة لولاية شمال كردفان وتقع بين الخرطوم ودارفور إن الجيش بدأ في شن ضربات جوية وقصف مدفعي على مواقع تابعة لقوات الدعم السريع. وتسيطر هذه القوات على الطرق المتفرعة من المدينة واتفقت مع زعماء القبائل المحلية على تأمين المنطقة من العصابات المسلحة.
وداخل الخرطوم، تحدث سكان عن وقوع ضربات جوية ومدفعية في الأحياء الجنوبية والشرقية من المدينة اليوم الأربعاء.
وقالت الأمم المتحدة الثلاثاء إن نحو 1.7 مليون شخص نزحوا داخليا، بينما غادر البلاد أكثر من 500 ألف شخص.
وتخضع مدينة بورتسودان لسيطرة الجيش. وتطل المدينة على البحر الأحمر ويسودها الهدوء، وهي إحدى الوجهات التي يقصدها الفارون من منازلهم.
وبدأت اختبارات المدارس الإعدادية في مدينة بورتسودان الأربعاء وشرع الحجاج في المغادرة إلى مكة لأداء فريضة الحج إذ يحاول بعض السودانيين أن ينعموا بقدر من الحياة الطبيعية وسط صراع قلب حياتهم رأسا على عقب.
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن 958 شخصا قُتلوا منذ بدء القتال في 15 أبريل، وهو الصراع الذي اندلع بسبب خلاف على خطة لدمج قوات الدعم السريع في الجيش.
وأضافت اللجنة “مزيد من الضحايا يجري حصرهم”.