“واشنطن تايمز”: محمد بن سلمان “الشريك الأفضل” لأمريكا
المصدر: أخبار24.
دخلت صحيفة “واشنطن تايمز” الأمريكية ذائعة الصيت، في دهاليز وتفاصيل علاقة المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية “الدقيقة”، وعددت بعضاً من مكامن الاختلافات، التي أودت بالعلاقة بين البلدين، إلى حالة تشبه “الفتور” لحدٍ كبير.
وفي مقالٍ للكاتب والبروفيسور في جامعة جورج تاون روب سبحاني – الأمريكي ذو الجذور الإيرانية -، ركز على الفرص المتاحة لواشنطن، لفتح علاقات جديدة مع السعودية، بناءً على ما أسماه “دوافع إيجابية” لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان “صاحب الرؤية”.
وشرح روب تلك الفرص، وقال “الفرصة الأولى هي زيارة وزير الخارجية أنطوني بلينكين هذا الأسبوع إلى الرياض. يمكن للسيد بلينكن، من خلال إظهار الاحترام الحقيقي لدوافع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لرفع أمته كقوة للصالح العالمي، أن يعزز الأمن القومي الأمريكي. والفرصة الثانية، هي أن يدعو رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي ولي العهد، لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة للكونغرس وإعطاء هذا القائد الشاب لواحدة من أهم دول العالم، الفرصة لمشاركة رؤيته مع الشعب الأمريكي”.
ويجد الكاتب أن لدى ولي العهد دوافع إيجابية لخلق “نهضة سعودية جديدة”؛ ومن خلال إظهار الحماس الحقيقي لدوافعه، لن تجد الولايات المتحدة شريكاً أفضل من محمد بن سلمان لمواجهة التحديات العالمية.
ويرى روب خلال مقاله، أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتاج أكثر من أي وقت مضى، إلى شركاء في مواجهتها للتحديات المختلفة، من “روسيا والصين وإيران”، بالإضافة إلى الاستجابة بشكل ذكي وبناء للأوبئة العابرة للحدود، والقيود على سلسلة التوريد العالمية، والظهور الأخير للذكاء الاصطناعي باعتباره الثورة الصناعية الرابعة.
ويعود الكاتب للجزم، بأنه إذا مدت واشنطن يد التعاون بشكل حقيقي ومبني على الاحترام لولي العهد “الحيوي وبعيد النظر”، فلن يكون لها صديق أفضل منه.
ويتطلب على الولايات المتحدة طبقاً لأستاذ جامعة جورج تاون، فهم دوافع الأمير محمد بن سلمان، ويعتبر ذلك، نقطة البداية لكيفية تعامل واشنطن مع زعيم، سيلعب دوراً مهماً على المسرح العالمي لسنوات قادمة، إذ – والرأي لا يزال للكاتب – يقود ولي العهد مجموعة غير مسبوقة ورائدة من الإصلاحات، التي تؤدي إلى تحول في البلد الأكثر أهمية لأمن الطاقة العالمي، واستند على تصريحات لوزير الخارجية السابق مايك بومبيو، حين قال “عن حق، فإن ولي العهد محمد بن سلمان هو شريك مهم للولايات المتحدة”.
وأخذ يعدد بعضاً مما وصفها بـ”الدوافع” التي تحرك محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية البالغ من العمر 37 عاماً، والتي عدّها مسألة ذات أهمية قصوى للسياسة الخارجية الأمريكية، ومن ضمنها حب ولي العهد للمملكة العربية السعودية وشعبها واعتزازه بهما، وهذا يفسر سبب إصراره على دفع بلاده، لتكون مركز قوة اقتصادية تبلغ قيمته تريليون دولار، بحيث يمكنه ضمان الازدهار لمواطنيه.
ومن بين دوافع الأمير “المحبوب”، فمع أن نسبة 60٪ من السكان تحت سن الثلاثين، فإن لديه مهمة إرساء الأسس للجيل القادم من السعوديين؛ وعلى سبيل المثال، فإن قراره الجريء بزراعة مليارات الأشجار في جميع أنحاء المملكة، يظهر فهمه للتقاطع بين غرس الأشجار، ونتائج أفضل على الصعيد الصحي.
ويعتقد روب أن الابتكار أحد دوافع الأمير محمد بن سلمان، وبشكل أكثر تحديداً، الاستفادة من التكنولوجيا من أجل الصالح العام، فهو يحب الإبداع، ويظهر هذا الحماس عندما يتحدث المرء مع العلماء السعوديين، ورغبتهم في استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق نتائج صحية عالمية أفضل.
ويضيف الكاتب “يقول والتر إيزهاكسون، كاتب سيرة ألبرت أينشتاين، إنه يجب علينا ربط الذكاء الاصطناعي بالإنسانية، وهذا بالضبط ما يريد محمد بن سلمان فعله. في الواقع، إن الذكاء الاصطناعي يمثل الثورة الصناعية الرابعة. لقد حان الوقت الآن لتبني هذا الدافع للابتكار، لأن الشراكة بين المملكة العربية السعودية وأمريكا لتقديم ذكاء اصطناعي مسؤول وأخلاقي لصالح البشرية، هي فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العمر”.
وينظر الكاتب بأن أحد أهم العوامل المحفزة لولي العهد، هو تحويل أمته إلى قوة للتغيير الإيجابي على المسرح العالمي؛ من معالجة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم، إلى حل النزاعات، فولي العهد يريد للمملكة، أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً وإيجابية، وهذا الدافع لمواجهة التحديات العالمية، يوفر لواشنطن فرصة فريدة، لمعالجة النزاعات في أماكن مثل “أوكرانيا والسودان”، ففي الواقع، يمكن للزعيم النشيط للمملكة أن يصبح شريكاً حقيقياً للولايات المتحدة في حل النزاعات العالمية.
ويؤكد أن الالتزام الثابت بتمكين النساء الموهوبات في المملكة، هو دافع رئيسي آخر لمحمد بن سلمان، فمشاهدة العدد الكبير من النساء السعوديات ضمن القوى العاملة أمر لا يصدق، فجميعهن يلعبن دوراً مهماً في دعم بلادهن لتصبح اقتصادًا بقيمة تريليون دولار.
ويستدل روب بتجربة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، ويقول “لا يوجد من يمكن اعتباره رمزاً لرؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتمكين المرأة السعودية أفضل من الأميرة ريما، سفيرة المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة والتي تلقت تعليمها فيها. هذه الدبلوماسية الذكية والحيوية والودودة ترمز إلى ما أسميه “النهضة السعودية الجديدة”. يجب على صانعي السياسة الأمريكيين أن يتبنوا رغبة الأميرة ريما الحقيقية في إعادة توجيه العلاقات الأمريكية السعودية، إلى نموذج جديد للتصدي المشترك للتحديات العالمية، مثل تغير المناخ والأمن الغذائي وتمكين المرأة والفقر”.
ويأتي الكاتب على ذكر العلاقة بين ولي العهد والشارع السعودي، ويقول “هذا الإعجاب متبادل ويسري في كلا الاتجاهين، سواء تحدث المرء مع السعوديين في حي الخالدية القديم بالرياض، أو مع سائقي أوبر السعوديين، أو الفنانين السعوديين في مول “فيا رياض” الراقي، فإنهم لا يملكون سوى الثناء والحب لولي العهد. فالرسالة واضحة، وهي أن واشنطن تتعامل مع زعيم شعبي تمكن من تطوير علاقة عميقة مع أمته الفتية”.