مدير المستشفيات الميدانية بغزة يروى بطولات أطباء القطاع وتحديهم تهديدات الاعتقال
أكد الدكتور مروان الهمص، مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، ومدير مستشفى يوسف النجار بمدينة رفح الفلسطينية، أن العدوان الإسرائيلي لم يتوقف يوما طوال 15 شهرا على الطواقم الطبية، كاشفا عن رد فعله في أول يوم عدوان على غزة في 7 أكتوبر 2023 قائلا: “وخرجت منذ اليوم الأول كمدير مستشفى وموظف لدى وزارة الصحة الفلسطينية ومدير الطوارئ بمدينة رفح، وذهبت لعملى ولم أعد لمنزلى أو أرى أولادى على مدار 110 أيام، حتى في أيام الهدنة الأولى لم نستطع الخروج بسبب استهدافات الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف مدير المستشفيات الميدانية في قطاع غزة، في تصريحات خاصة لـ”اليوم السابع” :”عشنا في المستشفى طوال هذا الوقت وانتقلنا من مستشفى لآخر، حيث انتقلت من المستشفى يوسف النجار لمركز طبي ولم نبال واستمرينا في العمل وارتقى شهداء بيننا من الطواقم الطبية في هذه الأوقات لكن استمرينا في العمل، خرجت إلى المستشفى الهلال الأحمر الإماراتي في رفح ثم إلى عيادة تل السلطان في مدينة رفح ثم إلى المستشفى المروانى الميدانى في رفح على مدار فترة طويلة من الزمن.
وتابع: “ظللت على مدار 7 أشهر في مستشفى يوسف النجار ثم خرجنا إلى المستشفى المرواني، فقام الاحتلال المستشفى فانتقلنا إلى المستشفى الإماراتي ثم أجبرتنا إسرائيل على الخروج، ثم انتقلنا لعيادة تل السلطان فاستهدفنا أيضا الاحتلال وقصفوا الناس أمام المستشفى، ثم ذهبنا إلى المواصي بمدينة رفح من ثم مجمع ناصر الطبي، ورأيت كثير من الزملاء والطواقم الطبية قدموا حياتهم من أجل تقديم رسالتهم الطبية مثل الدكتور عبد الكريم البواب أخصائي الأطفال منذ اليوم الأول التزم داخل المستشفى ولم يفارق المستشفى، وعندما استأذن للخروج إلى بيته عاد محملا وهو وكل عائلته شهداء ولم نجد جثته وكان له ابن طبيب كان يعمل في مستشفى أخرى وحفظه الله لكن بقية عائلته 52 فردا من عائلة البواب استشهدوا داخل المستشفى”.
وواصل “الهمص”، على ضرب أمثلة لأطباء قدموا حياتهم من أجل شعبهم قائلا :”الدكتور عبد الله شحاتة مدير مستشفى يوسف النجار السابق وجدناه داخل المستشفى شهيدا مستلقيا في المستشفى بعد قصف الاحتلال لمنزله وكأن الاحتلال يستهدف الطواقم الطبية كلها، ومن الحالات المشرفة داخل المستشفيات طواقمنا التي استهدفها الاحتلال واعتقلها مثل الدكتور حسام أبو صفية الذي استمر في العمل 185 يوما تحت تهديد الاحتلال بالقصف والاعتقال وجاء له ابنه شهيدا وصلى عليه ودفته داخل المستشفى وكذلك أصيب زملائه بينهم الدكتور سعيد جودة واستشهدوا داخل المستشفى لكنه رفض أن يترك المرضى والجرحى حتى دخل الاحتلال واعتقله والآن هو داخل سجون إسرائيل تحت التعذيب والإهانة”.