محلل سياسى لبنانى لـ”اليوم السابع”: الاحتلال الإسرائيلى يعيد سيناريو حرب 2006
قال المحلل السياسى اللبنانى يوسف دياب، إنه مع بداية التوغل البرى قد دخل لبنان مرحلة مختلفة تماما عما سبق وهى الأكثر خطورةً، مع بدء الاجتياح البرى، مترافقاً مع الهجوم الجوى الذى تشنه قوات الاحتلال، وكل ما يحمله هذا من تهديد لحياة المدنيين، وينذر بتطورات غير متوقعة قد تحدث فى المشهد، مؤكدا أن الذى يحمى لبنان هو القرارات الدولية.
وأضاف دياب، فى تصريحات لـ”اليوم السابع”، أن إسرائيل دخلت على منطقة مدمرة فى جنوب لبنان، والعملية البرية هى الأكثر إيلاما للشعب اللبنانى؛ فهى تؤدى لسقوط مئات الضحايا الأبرياء وتدمير أحياء ومناطق سكنية وتصبح غير صالحة للسكن.
وتابع: “هذا القصف الممنهج الذى تشهد أحياء لبنان من دمار فى الضاحية الجنوبية وقرى جنوب لبنان، هو تكرار لسيناريو حرب 2006، حيث دمرت تلك المناطق بذرعية أنها تمثل البيئة الحاضنة لحزب الله، كما تقصف إسرائيل مناطق فى اعمق اللبنانى هى ليست موالية لحزب الله وبالتالى هى تسعى لتظاليب الرأى العام اللبنانى وخلق حالة سخط وغضب ضد الحزب، لتسببه فى هذه الحرب”.
وعن أهداف هذه العملية قال دياب، إن إسرائيل تريد تثبيت نتائج الغارات الجوية التى شنتها قبل بدء العملية البرية، تريد الوصول إلى حدود مجرى نهر الليطانى والتى تبعد 6 كيلومترات عن حدود فلسطين وفى بعض المناطق تصل المسافة بينها وبين فلسطين 40 كيلومترا، وبالتالى عندما تصل إلى هذه المنطقة سوف تفرض أمرا واقعا على لبنان بمعنى أنها ، عند التفاض فى المراحل اللاحقة سيصبح التفاوض على الانسحاب الإسرائيلى من المناطق التى احتلتها فى لبنان ، وهذا الأمر خطير لأن إسرائيل إذا تمكنت من الوصول بسرعة إلى نهر الليطانى لا أحد يضمن مدى عمليتها البرية فى لبنان ؛ ففى عام1982، كانت تقول إنها تريد إبعاد منظمة التحرير الفلسطينية عن حدودها إلى 6 أو 10 كيلومترات لكن تمادت إلى العاصمة بيروت.
وأضاف: “الخوف أن تكرر إسرائيل السيناريو نفسه ويصبح لبنان كله أمام الاجتياح الإسرائيلى، وإن كانت الظروف فى هذه المرحلة مختلفة ، فحزب الله يقول إن لا يزال لديه قوات قتالية جاهزة للقتال على الأرض، فى عام 2006 بقيت إسرائيل تحارب 33 يوما فى لبنان ولم تستطع الدخول إلا لبضع كيلومترات بداخل الأراضى اللبنانية، والمعلومات تقول إن قدرات حزب الله أصبحت أكبر مما كانت عليه فى 2006 ، فقوة الرضوان أصبحت قوتها مضاعفة ، لكن مع ضرب البنية التحتية لا نعرف إلى أى مدى أثرت الضربات الإسرائيلية على قوة “حزب الله”، لذلك الحرب مفتوحة على كل الاحتمالات فالامور متداخلة ومعقدة ما يجعل من الصعب الوصول لتقديرات حاسمة للموقف”.