منسقة الأمم المتحدة بالسودان تطالب المجتمع الدولى بتكثيف الجهود لإنهاء الصراع
حثت كليمنتان نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة المقيمة، ومنسقة الشئون الإنسانية في السودان، دول العالم والمجتمع الدولى، المجتمعين في نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، على التركيز على محنة ملايين الأشخاص في السودان الذين عانوا أكثر من 17 شهرًا من الصراع، والذي أسفر عن أسرع نزوح مدني وأزمة إنسانية في العالم.
وقالت نكويتا سلام، فى بيان رسمي: “العاملين في المجال الإنساني في جميع أنحاء السودان يدعون المجتمع الدولي إلى تكثيف الجهود لإنهاء الصراع المدمر وضمان الوصول غير المقيد للمساعدات، حتى تتمكن أكثر من 150 منظمة إغاثة تعمل في البلاد من الوصول إلى ملايين الأشخاص الذين يواجهون الجوع والمرض الحاد، ويواجهون المجاعة”.
وتابعت في البيان: “ستحتل الأزمة في السودان والمنطقة مركز الصدارة في مقر الأمم المتحدة غدا الأربعاء 25 سبتمبر، عندما تنضم الدول الأعضاء إلى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية ووكالة الأمم المتحدة للاجئين، للدعوة إلى تقديم دعم عاجل وجماعي لمعالجة الكارثة الإنسانية والدفع نحو السلام”.
وأضافت منسقة الشئون الإنسانية: “هذا هو السبب بالتحديد وراء إنشاء الأمم المتحدة، لمنع الحروب وتخفيف المعاناة الإنسانية، فكل ساعة تمر تعني أن النساء والأطفال في أجزاء من الفاشر والخرطوم والجزيرة وسنار وغيرها من المناطق المتضررة مباشرة من الصراع من المرجح أن يموتوا بسبب الأعمال العدائية أو سوء التغذية أو المرض”.
وكشفت مقتل ما يقدر بنحو 20 ألف شخص وإصابة آلاف آخرون، منذ بدء الصراع، مشيرة إلى فرار أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم، بما في ذلك 8.1 مليون نزحوا داخل السودان و2.4 مليون آخرين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة وغيرها.
وأوضحت أنه في الأيام الأخيرة، نزح ما لا يقل عن 1500 شخص من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، في أعقاب تصعيد الأعمال العدائية في المدينة، وأضافت :”مرة أخرى، أحث الأطراف على وقف الهجمات على المدنيين والمنازل والمرافق الأساسية، مثل المستشفيات، والتي يحميها القانون الإنساني الدولي”.
وتابعت :”الوضع في الفاشر وما حولها مثير للقلق بشكل خاص، بعد أن أكدت لجنة مراجعة المجاعة التابعة لتصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل ظروف المجاعة في مخيم زمزم للنازحين في أغسطس، ومن المرجح أن تشهد 13 منطقة أخرى، بما في ذلك مخيمان آخران للنازحين في شمال دارفور، ظروفاً مماثلة وتحتاج إلى الوصول العاجل والمساعدة”.
وكشفت منسقة الشئون الإنسانية: “على الرغم من انعدام الأمن وتحديات الوصول والتمويل، بدأت المنظمات الإنسانية في توزيع مساعدات غذائية طارئة لنحو 180 ألف شخص في مخيم زمزم، وفي الوقت نفسه، وفي أعقاب إعادة فتح نقطة أدري الحدودية بين تشاد والسودان، نقلت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة 135 شاحنة محملة بالإمدادات الأساسية المنقذة للحياة لنحو 520 ألف شخص عبر المعبر”.
وقالت سلامى: “إن المساعدات التي تقدمها منظمة أدري والطعام للناس في مخيم زمزم، حيث تأكدت المجاعة، هي شهادة على ما يمكن للأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين إنجازه، ومع ذلك، فإن الوصول غير المقيد والتمويل الإضافي أمران حاسمان للوصول إلى المزيد من الناس المحتاجين بشدة”.
وشددت على أنه رغم مرور تسعة أشهر من بداية 2024، إلا أنه لم يتم تمويل نداء السودان الإنساني، الذي يسعى إلى جمع 2.7 مليار دولار أمريكى، إلا بنسبة أقل من 50 في المائة، موضحة أن هذا يقيد ويحد من جهود الاستجابة التي تبذلها الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والوطنية على الأرض، بما في ذلك في دارفور والخرطوم وكردفان وغيرها من المناطق.