وزير الخارجية العمانى: السلام والأمن الدوليان ركيزتان أساسيتان لاستقرار العالم
قال وزيرالخارجية العمانى بدر بن حمد البوسعيدى، إن السلام والأمن الدوليين هما الركيزتان الأساسيتان لاستقرار العالم.. مؤكدًا على أهمية الدبلوماسية الوقائية من منظور أنها الأداة الأنجح فى منع النزاعات وحلها.. داعيًا إلى تعزيز أساليب الحوار والوساطة الدولية وضرورة الالتزام الكامل بالقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة لضمان تحقيق العدالة والسلام والاستقرار للجميع.
جاء ذلك في كلمة ألقاها وزيرالخارجية العماني خلال افتتاح أعمال قمة المستقبل التى عُقدت اليوم الاثنين، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك على هامش أعمال الدورة الـ79 للجمعية العامة للأمم المتحدة..حسبما ذكرت وكالة الأنباء العمانية (أونا).
وأكد البوسعيدي على التزام سلطنة عمان الراسخ بالعمل متعدد الأطراف والتعاون الدولي باعتباره السبيل لتحقيق الأهداف المشتركة التي تسعى إليها قمة المستقبل .. قائلا إن الحوار والواقعية والاحترام المتبادل هي المبادئ الأساسية التي تنتهجها في سياستها الخارجية..مشيرًا إلى أنّ هذه القيم هي الأساس الضروري لمعالجة الأزمات العالمية المعقدة والمتشابكة التي يشهدها عالم اليوم.
وأضاف وزير الخارجية العماني : أن التحدّيات التي نواجهها لا يمكن معالجتها بالأساليب التقليدية وحدها؛ بل تتطلب منهجيات ترتكز على مفاهيم التنمية المستدامة؛ لذا يجب علينا أن نعمل بحكمة وبصيرة، ونبدأ في تنفيذ سياسات تضع الأجيال القادمة في محور الاهتمام، وما يهيئ لهم مستقبلًا أفضل وأكثر استدامة.
وتابع إذا اتّضحت الرؤية تحقّق الهدف، إذ إنّ التحدّيات التي نواجهها اليوم تتطلب رؤية طموحة، والتزامًا جماعيًّا قويًّا، وأن نعمل معًا من أجل بناء عالم يسوده الرخاء والازدهار للجميع، مستندين إلى قيم التعاون والشراكة، لتتحقّق أهدافنا التي نصبو إليها، ونترك للأجيال القادمة ما يعينهم على تلمّسِ سبلهم في الحياةِ في سلمٍ واستقرار.
وأشار إلى أنّ التكنولوجيا الحديثة والتعاون الرقمي يشكلان عاملًا حاسمًا في التصدي للتحديات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي نواجهها..مشيرًا إلى أن الابتكارات التكنولوجية تفتح أمامنا آفاقًا جديدة؛ فهي لا تساعد فقط في تحسين كفاءة استخدام الموارد وتقليل الانبعاثات بل تسهم كذلك في تعزيز الطاقة النظيفة، وتحقيق الأمن الغذائي والمائي، وبناء مجتمعات أكثر ازدهارًا واستدامة.
كما شارك البوسعيدي – في جلسة حوارية بعنوان “الحلول متعددة الأطراف من أجل غدٍ أفضل”- أشار خلالها إلى أنّ منصات الحوار الشاملة مثل الأمم المتحدة تؤدي دورًا محوريًّا في تعزيز تلك القيم ..داعيا إلى ضرورة الانتباه إلى التحدّيات الراهنة في ظل استمرار الحرب في غزّة والتي تُبرز هشاشة الوضعين الإقليمي والدولي وأنّ تصاعد العنف ومعاناة المدنيين وفشل جهود السلام تُمثِّل تهديدًا لمبادئ التعددية وسيادة القانون..مؤكدًا أنّ الفشل المستمر في التعلم من الماضي وفهم الحاضر خاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية يُعرقل جهود تحقيق السلام الدائم.
وشدد على ضرورة التخلص من التفكير بعقلية الحرب الباردة التي تكرس الانقسامات الثنائية وتُبنَى على مفاهيم الألعاب الصفرية..مشيرًا إلى أنّ تعزيز فاعلية المؤسسات الدولية في حل النزاعات يعتمد بشكل كبير على تبنّي تفكير أكثر انفتاحًا وواقعية، يتناسب مع واقع العالم متعدد الأقطاب اليوم..مؤكدا أنّ القضايا في الشرق الأوسط لن تُحل إلا إذا تمّ فتح قنوات للحوار والتواصل مع كافة الأطراف بما في ذلك من وصفهم بعض أعضاء المجتمع الدولي بـ”الأعداء”.
وقال إن الحل المستدام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال معالجة الجذور الأساسية للنزاع.. مشيرًا إلى أنّ الانتهاكات المستمرة للقانون الدولي منذ إنشاء المشروع الصهيوني قد جعلت المنطقة أقل أمانًا وأنّ الحل العادل والدائم يجب أن يقوم على أساس مبدأ حل الدولتين.
ودعا البوسعيدي إلى ضرورة إصلاح الأطر التعددية لتعكس الواقع الدولي المتغير من خلال تمثيل أوسع للأصوات المختلفة وتعزيز التركيز على العدالة والقانون الدولي وحل النزاعات بالطرق السلمية..مؤكدًا أنّ سلطنة عُمان ستواصل دعم الجهود التي تعزز التعاون والثقة والتفاهم والعدالة بين الجميع وعلى أهمية البدء في تنفيذ سياسات خلّاقة تركز على التنمية المستدامة.
وأشار إلى توافق رؤية “عُمان 2040” مع تلك الجهود واستمرار سلطنة عُمان في دعم الشباب كقوة دافعة لبناء المستقبل كما تطرق إلى الدور المحوري للتكنولوجيا والتعاون الرقمي في التصدي للتحدّيات البيئية والاقتصادية والاجتماعية..مؤكدا أهمية العلم في تحسين كفاءة استخدام الموارد البيئية.