بعد الأجهزة اللاسلكية فى لبنان.. هل يمكن تفجير الهواتف والساعات الذكية؟
أثارت الهجمات الإلكترونية التى طالت لبنان على مدى يومين متتاليين بتفجير أجهزة البيجر وأجهزة (walkie-talkies)، الذعر من إمكانية تكرار هذه الهجمات على أجهزة أخرى مثل الهواتف الذكية، والسماعات اللاسلكية، والساعات الذكية، واللاتوب، وحتى أجهزة تنظيم ضربات القلب.
فهل يمكن أن تصبح هذه الاجهزة هدفا الهجمات مماثلة، خاصة أنها تعمل ببطاريات الليثيوم مثل أجهزة البيجر، مما يجعلها عرضة للهجمات الإلكترونية التي تستهدف مكوناتها الداخلية بعد التلاعب بها كما حدث مع أجهزة البيجر.
يوضح ضابط سابق متخصص في مجال إبطال مفعول القنابل في الجيش البريطاني ـ وفق وكالة “أسوشييتد برس” ـ إن أي جهاز متفجر يتكون بشكل أساسي من خمسة عناصر، وهي: حاوية، وبطارية، وجهاز تشغيل، ومفجر، وشحنة متفجرة، وأشار إلى أن أجهزة البيجر تحتوي بالفعل على ثلاثة من هذه العناصر، مما يجعل عملية تحويلها إلى عبوات ناسفة سهلة.
ويعنى ذلك، أن الأجهزة الإلكترونية المحمولة لن تتعرض لخطر الانفجار ما لم تُعدل وتُزرع متفجرات داخلها قبل بيعها.
كما أن الهواتف الذكية يصعب انفجار بطاريتها بمجرد ارتفاع درجة حراراتها، نظرًا إلى وجود نظام حماية فيها، وهو ما يمنع حدوث مثل هذه الحوادث، على عكس البيجر التقليدي.
ويرى الخبراء أن الهجوم على أجهزة البيجر كان هجومًا متقدمًا للغاية، وقد نفذته إسرائيل على مراحل متعددة بالتعاون مع جهات أخرى، ومع ذلك، يستبعدون تكرار مثل هذه الهجمات على نطاق واسع، مؤكدين أن الأجهزة الاستهلاكية ليست هدفًا سهلاً لمثل هذه العمليات المعقدة.
ومن جهة أخرى، أشار الخبراء إلى ضعف سلاسل التوريد كأحد الأسباب المحتملة وراء هذه الحادثة. فشركات التصنيع المتعاقدة قد تستغل هذه السلاسل لتضمين مكونات ضارة في المنتجات النهائية، مما يجعل من الصعب تحديد المسؤولية وتتبع مصدر التهديد.