خبير عسكرى لبنانى يوضح لـ”اليوم السابع” الحقائق الكاملة لموجة التفجيرات الثانية لأجهزة الاتصالات
موجة التفجيرات الثانية التى داهمت مستخدمى الأجهزة اللاسلكية من نوع “آى كوم” مساء اليوم فى لبنان، ونتج عنها 14 شهيداً و450 مصاباً، تحمل فى طياتها الكثير من الرسائل والمؤشرات للخطوات التالية .
يوضح الخبير العكسرى اللبنانى العميد الركن فادى داوود لـ”اليوم السابع”، أن التفجيرات مركزة على هدف عسكرى واحد لإسرائيل، وهو ضرب منظومة الاتصال بين عناصر حزب الله، وإحداث شلل فى صفوفه من خلال قطع الرأس عن الجسد”، فهذه الأجهزة اللاسلكية هى الوسائط التى يتلقى المقاتلون والأعضاء فى الحزب من خلالها التعليمات والتوجيهات من القيادات، وقطعها يعنى إحداث خلل فى التواصل بشأن التحركات العسكرية وغير العسكرية ، ولكن هذا لن يحدث بشكل كامل مثلما تخطط إسرائيل لأن حزب الله لا يزال لديه أدوات أخرى للتواصل والأجهزة السلكية لا تزال تعمل .
وفيما يتعلق بتكرار الانفجارات فى وقت وجيز، قال العميد فادى فى حديثه لـ “اليوم السابع”، إن هذا يؤكد استراتيجية إسرائيل فى هذه المرحلة وهى شل حزب الله وإضعاف عناصره ،
أضاف العميد فادى، أن ما يتردد بشأن ضرب شبكات الإنترنت والأجهزة الإلكترونية فى المنازل غير دقيق.
وفيما يتعلق بانعكاسات هذه التفجيرات، قال إنه على الصعيد العسكرى هذه الضربة استكمالا لضربات سابقة وجهتها إسرائيل لمنظومة القيادة فى حزب الله من خلال اغتيال العناصر القيادية والمهمة فى الحزب ، وهى شخصيات الصف الثانى منهم قيادات المحور الشرقى وقيادات المحور الغربى فى الحزب، وغيرها فيما يسمى بسياسة “قطع الرؤوس” .
وما نراه اليوم استهداف القيادات الوسطى وقادات الوحدات الصغرى التى تسمى (السرايا) ، وهذا نستطيع أن نلحظه من خلال أعمار الضحايا والمصابين فى التفجيرات والذين تتراوح أعمارهيم بين بداية ومنتصف الثلاثينيات ، وهذا سيسبب أزمة فى منظومة حزب الله القيادية ، حتى يتمكن حزب الله من تدارك هذا النقص وتعويضه ، وهذا أمر ليس سهلاً ؛ خاصة أننا لا ندرك تحديدا إلى أى مدى وصلت التفجيرات لعناصر القيادة فى الحزب.
وحول ما إذا كان توالى موجات التفجيرات على مدى يومين، مؤشر على قرب اجتياح عسكرى للجنوب ، أكد العميد فى تصريحاته لـ”اليوم السابع”، أن موجات التفجيرات أمس واليوم تزامنت مع تهديدات نتنياهو وقائد المنطقة الشمالية بالجيش الإسرائيلى ووزير الدفاع أيضا بتنفيذ عملية عسكرية الهدف منها إقامة منطقة عازلة على الحدود الجنوبية، ولكن هذه العملية تُنفذ حتى الآن ولو على نطاق محدود، إذن إسرائيل لا يمكنها القيام بهذه العملية ، فهناك مصالح متداخل تحكم تحركات كافة الأطراف فى النزاع على الساحتين الإقليمية والدولية ، وأى طرف لا يريد التضحية بمصالحه، ولا ننسى أن اللاعب الأمريكى حريص على ضبط اللعبة .
وهذا ما أكدته نائبة الرئيس الأمريكى كاملا هاريس أمس الأول ، بالإبقاء على الحدود اللبنانية ولا تغيير بها، هذا التصريح ينطوى على رسائل واضحة للجانب الإسرائيلى ، تلزمه باحترام هذه القواعد.
وبالنسبة لحزب الله، فكان يتبع استراتيجية الردع المتوازن، ولكن لا نعلم بعد هذه الضربات القاسمة ماذا ستكون استراتيجيته خلال الفترة المقبلة، لكنه بلا شك لن يذهب للتوسعة لأنه منهك من جهة ، ومن جهة ثانية مثلما ذكرت مصالح إيران وصالح الولايات المتحدة الأمريكية تحكم اللعبة برمتها .