المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

المقر: لندن - المكتب الاقليمي: القاهرة

أخبار عربية

من وسط الدمار… عودة مستشفى الشفاء مجددا لاستقبال مرضاه

تشهد المنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر حالة انهيار كبيرة، حيث خرجت معظم مستشفيات القطاع عن الخدمة جراء الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ 11 شهرا، ووصفت العديد من المنظمات الإنسانية الوضع الصحي في القطاع بالكارثي.

وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن المستشفيات في قطاع غزة تفتقر لأبسط الأساسيات، مشيرة إلى أن الطواقم الطبية في غزة تتعرض مع كل هجوم لضغوط كبيرة وسط نظام صحي مستنزف.

وكانت منظمة الصحة العالمية قالت في تقرير لها في يوليو: “إن القطاع الصحي في غزة يحتاج 80 ألف لتر من الوقود يوميا، وأن آخر الإمدادات التي وصلت إلى القطاع، كانت في نهاية شهر يونيو ما بين 195 ألفا و200 ألف لتر”.

عودة مشفى الشفاء للعمل
 

ولمدة 5 أشهر أُخرج مجمع الشفاء الطبي عن الخدمة الطبية، بعد تعرضه، في شهر أبريل الماضي، ومن فيه لهجوم من قبل الجيش الإسرائيلي، أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين من النازحين والمرضى، ودمار طال المشفى وجميع المباني المحيطة فيه، وبسبب الحاجة الملحة لاستمرار العمل في القطاع الصحي في غزة، عاد جزء من مجمع الشفاء الطبي للعمل، وسط الدمار الكبير، ليظهر المبنى الجديد لامعا ناصع البياض، وسط كومة من الدمار الأسود لعشرات من المباني المحروقة والمهدّمة.

ويقول الطبيب جاد الله الشافعي، مدير عام التمريض، في مجمع الشفاء الطبي لوكالة “سبوتنيك”: “وجدنا العيادات الخارجية في مجمع الشفاء الطبي المكان الأفضل والأسرع للعمل على إعادة الترميم، بين المباني والساحات المدمرة، لكن الحاجة الملحة هي التي دفعت نحو توفير قسم للطوارئ والحوادث في مجمع الشفاء، ويحتوي القسم الجديد على قرابة 35 سرير، وغرفتين للعمليات، ومن الممكن أن نبدأ العمل بهما خلال أسبوع، وقد قمنا بعمل جداول للأطباء وكوادر الممرضين والكوادر الإدارية، وهناك نقص كبير في كوادر الأطباء والممرضين، لذلك يضطرون للعمل بوقت إضافي في هذا القسم، إضافة إلى عملهم في مشافي أخرى”.

ويضيف: “تكلفة قسم الطوارئ الذي تم تجهيزه بلغت أكثر من ربع مليون دولار أمريكي، بتبرع من شرفاء العالم، وبتنفيذ من هيئات محلية، وهذا المكان مجهز بأجهزة طبية ومعدات ومستلزمات تم العثور عليها من بين ركام المشفى، وتم عمل ورش حدادة ونجارة، لإصلاح هذه المعدات والأبواب والأسرة، وفي هذا تحدٍ للدمار والهدم”.

كما أكد الشافعي أن إعادة افتتاح القسم جاءت بناء على حاجة ملحة، وهي عدم قدرة المستشفى الأهلي العربي المعمداني والمستشفيات العاملة على استقبال الأعداد الكبيرة من الجرحى والإصابات، حيث تتحمل العبء وحدها، ويعتبر حاليا قسم والطوارئ في مجمع الشفاء الأكبر في قطاع غزة، وتعكف وزارة الصحة بغزة على تنفيذ 20 مشروعا لترميم المشافي التي طالها الدمار.

وفي إحدى غرف الطوارئ في مجمع الشفاء، يراقب الطفل أحمد صبري، هذا التطور في القسم الجديد، ويأمل توفير الوقود والمستلزمات الطبية بشكل مستمر، والتي تقف عائقا أمام علاجه الذي استمر لفترة طويلة.

ويقول الطفل أحمد: “أحتاج للكهرباء على مدار الساعة، بسبب حالتي الصحية الصعبة، لأني أحتاج إلى أجهزة التنفس الاصطناعي، وعندما أسأل عن العلاج يقول لي الأطباء إنه غير متوفر، ولو توفر العلاج سأنجو بإذن الله، وتتحسن حالتي الصحية بشكل سريع، وحاليا أتحسن بصعوبة بسبب قلة المستلزمات الطبية وعدم توفر الأدوية، وهناك من فقدوا حياتهم بسبب نقص الوقود والكهرباء، لذلك يجب مع الترميم الحاصل، العمل على توفير الوقود والكهرباء بشكل دائم”.

وكان مجمع الشفاء الطبي يعد أكبر مجمع طبي ومؤسسة صحية في قطاع غزة، وكان يضم ثلاثة مستشفيات متخصصة ويعمل فيه 25% من العاملين في مستشفيات غزة، وتم تأسيسه، عام 1946، تحت الانتداب البريطاني.

وكشفت منظمة الصحة العالمية عن استمرار 17 مستشفى فقط في غزة بتقديم الخدمات بشكل جزئي، من أصل 36 مستشفى في عموم القطاع المحاصر، وذلك في ظل تعمد إسرائيل استهداف المراكز الصحية والمستشفيات، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر عام 2023.

وقال مدير الطوارئ العالمية في المنظمة، مايك رايان: “إن المستشفيات في قطاع غزة معرضة للخطر، بسبب الأضرار المادية ونقص الوقود ومحدودية الإمدادات الطبية وقلة الموظفين”.

وأضاف خلال مشاركته عبر الإنترنت في جلسة لمناقشة الوضع الصحي في قطاع غزة: “وثقت منظمة الصحة العالمية 1098 هجوما على خدمات الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية بين 7 أكتوبر عام 2023، و22 أغسطس 2024”.

وأثار أزمة إنسانية كارثية بحسب الأمم المتحدة، وفي اليوم الـ 335 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على قطاع غزة، إلى 40,861 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 94,398 آخرين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى