Uncategorized
منظمة الصحة العالمية تدعو لتجديد الالتزام بإنقاذ الأرواح بالسودان
المصدر:اليوم السابع
أصدرت منظمة الصحة العالمية اليوم الخميس، بيان تحدثت خلاله عن الأوضاع بالسودان فى ظل الأزمة الحالية.
وقالت المنظمة فى بيانها: “5 أشهر من الحرب في السودان كان لها أثرٌ فتاك على حياة الناس وسُبُل عيشهم وصحتهم. فالنظام الصحي الذي كان يعاني بالفعل من الضعف ويكافح بسبب الصراعات وفاشيات الأمراض والجوع يرزح تحت وطأة الضغط الكبير للحرب. وتواجه الصحة تهديدًا بسبب النزوح الجماعي والإصابات والجوع والفيضانات وفاشيات الأمراض، وهناك ما هو أكثر من ذلك في سياق الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، ونُدرة اللوازم والمعدات الطبية، ونقص العاملين الصحيين والموارد النقدية”.
واضافت: “قد تحققت منظمة الصحة العالمية من وقوع 56 هجومًا على الرعاية الصحية، ما أسفر عن 11 حالة وفاة ، و 45 إصابة. ويساور المنظمة القلق لأن 26 من تلك الهجمات قد وقعت بعد التوقيع على إعلان جدة بتاريخ 11 مايو 2023 بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان. وتُمثّل الهجمات على مرافق الرعاية الصحية انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي ويجب وقفها”.
وتابعت: “فقد توقفت حوالي 70% من المستشفيات في الدول المتضررة بالنزاعات عن العمل نتيجة لتلك الهجمات المقترنة بانعدام الأمن، ونقص الإمدادات الطبية، والافتقار إلى النقد لتغطية التكاليف التشغيلية والرواتب. أما المستشفيات والعيادات العاملة في الولايات غير المتضررة بالنزاع فتعاني من ارتباك بسبب تدفق النازحين داخليًا. وبينما ينقذ العاملون الصحيون في السودان الأرواح تكون حياتهم مُعرَّضة لخطر كبير، وقد تسببت الحرب في تشريد 5.2 مليون شخص – 4.1 مليون شخص داخل السودان، و1.1 مليون شخص نزحوا إلى البلدان المجاورة. ونتيجةً لذلك، فإن النظم الصحية في السودان والبلدان التي تستضيف لاجئيها تعمل بأقصى طاقتها. كما أن الازدحام الشديد ونقص الغذاء والماء والإصحاح وقلة النظافة الشخصية في المخيمات كل ذلك يُعرِّض النازحين لخطر سوء التغذية وفاشيات الأمراض بدرجة عالية. ويموت الأطفال في هذه المخيمات بالفعل بسبب سوء التغذية والأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، مثل الحصبة والحصبة الألمانية”.
وذكرت: “يحتاج نحو 24.7 مليون شخص – أي نصف سكان السودان – إلى مساعدات إنسانية. ومن هذا العدد، يواجه 20.3 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويمكن أن تؤدي فاشيات الجوع والمرض بين الأطفال إلى أمراض خطيرة بل وإلى الوفاة. ويواجه السودان هذا المزيج الفتاك، حيث يعاني 3.4 مليون طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات من سوء التغذية الحاد وفاشيات الأمراض المستمرة – بما في ذلك الحصبة والحصبة الألمانية والإسهال المائي الحاد/الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا والملاريا وحمى الضنك، ويُعَدُّ الوصول إلى الخدمات دون أية قيود والدعم المستمر من الجهات المانحة أمرين حيويين”
وأوضحت: “تعكف منظمة الصحة العالمية على تلبية الاحتياجات الصحية للشعب السوداني، وتنسيق الاستجابة الصحية لحالات الطوارئ. وتعمل أفرقة منظمة الصحة العالمية في السودان عن كَثْب مع النظراء الحكوميين والشركاء في مجال الصحة لتوزيع الأدوية والمستلزمات الطبية التي تَمَسُّ الحاجة إليها. كما أنها تقدم مشورة الخبراء والتدريب والإشراف على العمليات الصحية وترصّد الأمراض والاستجابة للفاشيات. غير أن انعدام الأمن والعقبات التشغيلية لا تزال تُشكّل تحديات أمام إيصال الإمدادات والخدمات في الوقت المناسب إلى وجهاتها المقصودة. وتطلب منظمة الصحة العالمية الوصول الآمن وغير المقيد إلى جميع مناطق السودان”.
واختتمت بيانها قائلة: “كما أن نقص التمويل يحدُّ من قدرة المنظمة على التخطيط المسبق وتنفيذ استجابة قوية لعكس مسار الأزمة الصحية. وتتوجه منظمة الصحة العالمية بالشكر إلى جميع الجهات المانحة على تضامنها مع المنظمة في وقوفها بجانب شعب السودان. ويُعدُّ الالتزام والدعم المستمرين من الجهات المانحة أمران ضروريان للمنظمة لمواصلة إنجاز العمل المنقذ للحياة على أرض الواقع. وهذا العمل ضروريٌ للحفاظ على النظام الصحي في السودان وإعادة تأهيله وتعزيزه لتلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب السودانى، وقد أصبح لزامًا علينا الآن أن نعمل من أجل السودان. ويترتب على تأخر العمل تكبّد البلد مزيدًا من الخسائر في الأرواح، ومزيدًا من الأُسَر المُحطَّمة، ومزيدًا من المجتمعات المحلية التي تشهد تقلبات لا يمكن إصلاحها”.