المستشارة القانونية:

المحامية روحية رضوان

المقر: لندن - المكتب الاقليمي: القاهرة

منوعات

غضب الطبيعة يضرب جنبات الأرض

المصدر: البيان.

ما بين سيول وأعاصير، وزلازل وبراكين، وجفاف وتصحر، وحرارة مرتفعة، وحرائق غابات، يئن العالم تحت وطأة تغيرات مناخية عنيفة جراء الاستخدام غير البشري غير المسؤول للموارد الطبيعية على مدى عشرات السنين، وفق أحدث الدراسات العلمية.

هول الكوارث دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش،إلى القول في وقت سابق إن العالم يمضي نحو الكارثة المناخية “مغمض العينين”، معرباً عن أسفه من استمرار الاقتصادات الكبرى برفع انبعاثاتها من غازات الدفيئة على الرغم من الوضع البيئي المتأزم.

 حرارة غير مسبوقة

شهد العالم  هذا العام ارتفاع درجات الحرارة بطريقة لم تحدث من آلاف السنين وهو ما يؤكد دراسة علمية نشرتها مجلة “نايتشر”  المتخصصة أشارت فيها  إلى  أن درجة حرارة سطح الأرض قد ارتفعت بمقدار 1.1 درجة مئوية، مقارنة بمتوسط درجات الحرارة بين عامي 1850 و1900، وهو معدل ارتفاع لم تشهده الأرض منذ 125 ألف سنة، أي منذ الفترة التي سبقت العصر الجليدي الحديث.

وقام الباحثون بقياس هبوط الأرض في 48 مدينة من أكبر المدن في العالم على مدار الأعوام من 2014 إلى 2020، ووجدوا أن جميع المدن التي درسوها تقريبًا كانت تعاني من درجة معينة من هبوط الأرض، وفي 44 منها، كانت بعض المناطق تغرق بمعدل أسرع بسبب ارتفاع البحر نتيجة لارتفاع درجات الحرارة، الذي ان ظل على هذه الوتيرة فسيؤدي إلى ارتفاع مستويات البحار والمحيطات إلى 6 أمتار وهو ما سيغير طبيعة السواحل التي يسكنها مئات الملايين من البشر، وقد تكون بداية الطوفان الأكبر الذي يتوقعه البعض للمرة الثانية في تاريخ كوكب الأرض.

الأعاصير.. دانيال مثالاً

لم نفق بعد من هول الدمار والقتل الذي خلفة الإعصار دانيال بليبيا خاصة مدينة درنة حيث خلف آلاف القتلى والمشردين، ووضعاً كارثياً لم تشهده ليبيا منذ أكثر من مئة عام، ويبدو أن الاحتباس الحراري وتغير المناخ، هما الفاعل الأكبر في هذا الإعصار، حيث أرجع العلماء سبب الإعصار دانيال إلى إعصار متوسطي يدعى (مديكين)، ويعتقد العلماء أنها ظاهرة نادرة ستتفاقم في عالم يزداد حرارة.

وترى المتخصصة في جامعة “ريدينغ” ليز ستيفنز”  أن تغير المناخ يزيد من شدة أقوى الأعاصير المتوسطية وهطول الأمطار المصاحبة لمثل هذه العواصف”.

وتقول المتخصصة في علوم المناخ بجامعة “بريستول” ليزي كيندون، إن العاصفة “دانيال” توضح “حجم الأمطار المدمرة التي يمكن أن نتوقعها بشكل متزايد في المستقبل” مع ارتفاع درجة حرارة العالم.

ويستطرد عالم المناخ كارستن هاوستن من جامعة “لايبزيغ”، “إن نشوء العاصفة دانيال من إعصار متوسطي… ربما يكون نتيجة لدرجات حرارة سطح البحر الأكثر دفئاً، من ثم تغير المناخ الناجم عن الإنسان”.

الزلازل والبراكين

ما بين زلزال تركيا وسوريا، الذي كان كارثة إنسانية بما تحمله الكلمة من معنى، فقد دمر مدنا بأكملها وراح ضحيته أكثر من 50 ألف شخص، وزلزال المغرب الذي مازال إحصاؤه النهائي لم يصدر لكن عدد الضحايا تجاوز الـ 3 آلاف   فيبدو أن ما يحدث على سطح

الأرض له تبعات مدمرة في أعماق باطنها، حيث يعتبر العلماء أن سبب حدوث الزلازل والبراكين هو التغير في قشرة الأرض الناتج عن التغير المناخي والاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى زيادة حدوث الزلازل والبراكين، حتى توسونامي اليابان المدمر كان السبب فيه

هو ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية غير مسبوقة من قبل.

وفي ذلك يقول عالم البراكين بيل ماكغواير: أشعر أن ألاسكا كالعصفور في القفص، صفائحها التكتونية نشطة وترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير . إن كل ما تحتاجه الزلازل والبراكين الآن هو قليل من الضغط وتغير في درجة الحرارة لتنشط .

إن ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى نتيجتين، الأولى هي هشاشة الارض إثر ذوبان الجليد الذي كان يثبتها ،والثاني زيادة الحمم البركانية نتيجة لارتفاع معدل ذوبان الصخور بعد ان خف ضغط الجليد عنها .

 

وأقر علماء ناسا بأن انحسار الأنهار الجليدية بسبب الاحتباس الحراري قد أدى لظهور زلازل في آلاسكا خلال العقود الماضية.

حرائق الغابات

تواصل حرائق الغابات الاشتعال في بعض الأجزاء من نصف الكرة الشمالي فقد بدأت بكندا وضربت اليونان مروراً بغالب الدول الأوروبية حتى إسبانيا، كذلك في الجزائر والمغرب وهاواي بالولايات المتحدة.

وكانت خسائر هذه الحرائق على أوروبا ضخمة حيث قدرت بـ 4 مليارات دولار، كذلك الأمر في هاواي فقالت وحدة حلول إدارة المخاطر التابعة لـ”موديز”  إن الخسائر المادية قد تتراوح بين 4 مليارات إلى 6 مليارات دولار، مشيرة إلى أن ثلاثة أرباع هذه الخسائر ستُغطى من قبل شركات التأمين بفضل ارتفاع معدلات التأمين في الجزيرة. ناهيك عن عشرات الآلاف من المشردين ومئات القتلى والجرحى.

 

ويؤكد العلماء أنه مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة والظروف الجافة أكثر على المدى الطويل، تزداد فرص التعرض لحرائق غابات مدمرة.

ووفقًا لدراسة نُشرت نتائجها مؤخّرًا، فإنه تمّ ربط بين تغيّر المناخ وحدوث تزايد في حرائق الغابات في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك أستراليا وأمريكا الجنوبيّة وأفريقيا.

وبحسب العلماء فالأسوأ لم يأت بعد وتجاوز الاحترار الحراري العتبة عن الحد المسموح قد يدفع الأرض نحو حالة سخونة تجعلها تتجاوز مرحلة الزلازل والبراكين والسيول والأعاصير إلى أن تصبح غير صالحة للعيش، وفناء الجنس البشري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى